الدّولةُ في المملكةِ تتلمّسُ أطرافَها، وهي عالقةٌ بنارٍ قيل أنّ المملكةَ كانت أوّلَ منْ نفخَ فيها. تهديدُ التكفيريين، إذاً، لا يبدو أنّه محضُ حربٍ نفسيّة، أو بالوناتِ اختبار. وجريمةُ الدّالوة لن تكون الأخيرةَ، ولو كان الرّجاءُ والدّعاءُ أن تكون كذلك، إلا أنّ الحروبَ الخاطئةَ التي تخوضها المملكةُ، وفقدانَها الحسّابَ الصّحيح دائماً، يجعلها تتورّط في المواقعِ الخطأ، وفي التحالفاتِ الخاطئة.
في أيّ اتجاهٍ كان.. فإنّ الرّياض لن تجدَ الإنقاذَ لا في تل أبيب، ولا في الأنبار، ولا في مواطن القتال الملتهبة في العراق وسوريا ولبنان.. ولن تنال الأصدقاءَ الحقيقيين عبر المِنح الماليّة والقروضِ الميسَّرة التي تدفعها إلى الشرق والغرب، فيما مواطنوها يُعانون من فقدان أبسط الحقوق، بما فيها حقُّ المواطنة والجنسيّة، وحقُّ الحريّة في الاعتقادِ وفي قيادة السّيارة للمرأة.
المنقذ الوحيدُ أمام المملكة هو الإصلاح الدّاخليّ. ونقطةٌ على السّطر.
وعدا ذلك، فإنّ الخياراتِ المتاحةَ لن تتخطّى أحد أمرين: هشاشةُ الدّولةِ حتّى تُتقوَّضَ من الدّاخل.. أو الانقضاض ُعليها من الخارج، وبذات النّار التي تسبح في الأطراف، وعبر الحدود، وتتحرّكُ بسرعةِ التّائه إلى العُمق، وإلى عُمق العمق.