بلجيكا / نبأ – ممثلو أكثر من ثلاثين دولة من دول التحالف ضد داعش يجتمعون للمرة الأولى في العاصمة البلجيكية بروكسل، الإجتماعات تعقد في مقر حلف شمال الاطلسي الناتو بحضو وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزيري الدفاع والخارجية العراقيين، ملفات كثيرة تحضر على طاولة المباحثات، عمليات التحالف في سوريا والعراق في مقدمة جدول الأعمال، حتى الآن لم تثبت تلك العمليات نجاعتها، التقدم الحاصل في بلاد الشام والرافدين مردود بمعظمه إلى القوات المحلية المدعومة من قبل أطراف مناوئين للتحالف، تحالف ما فتئت الخلافات توهّن مواقفه وتضعف مصداقيته، كل طرف من أطرافه يصوب على الهدف الذي يبغي، تفرق سيلقي بظلاله حتما على لقاءات بروكسل.
هذه اللقاءات لن تكون بعيدة مما يدور في الخلد الأمريكي، تصاعد الحديث عن توجه واشنطن نحو تسليح العشائر العراقية جزء من الموضوعات الداهمة، تماما كما هو الموقف الأمريكي المنتظر اتضاحه من تأهيل ما تسمى المعارضة السورية المعتدلة. وفي خضم ذلك كله، يحضر دور حلف شمال الأطلسي، دور أعلن الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ استعداد قواته للقيام به في حال طلب منها ذلك.
الطلب على وقف تدفق المقاتلين الأوروبيين إلى سوريا والعراق ما يزال عنوانا متقدما سواء في الشرق الأوسط أم الغرب، عنوان يشكل جزءا رئيسا من الموضوعات المنوي بحثها في اجتماعات بروكسل، لقاءات وزراء الداخلية والعدل الأوروبيين يومي الخميس والجمعة المقبلين ستتناول كيفية التصدي لهذا الخطر الداهم.
في خلاصة المشهد، تبدو دول التحالف الدولي ضد داعش في مأزق جدي وحقيقي، إنقساماتها وعجزها عن توجيه ضربات قاصمة إلى خصومها وتسارع التطورات الميدانية في أراضي عملياتها يجعلها في موقف حرج وحساس، فهل ستفلح هذه الدول في تجاوز ما يعصف بها؟ إجتماعها الأسبق في واشنطن والذي حضره الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يسفر عن أية رؤية علاجية، ما الذي استجد اليوم؟ مزيد من الورطات السياسية والأمنية، ورطات تظهر حاجة دول التحالف إلى البحث عن مخرج منها أشد إلحاحا من حاجتها إلى استراتيجيات بديلة في الدول المكتوية بنيران الإرهاب.