السعودية / نبأ – بعد الشيوخ، السقوط القادم لممالك الخليج، كتاب للبروفيسور البريطاني كريستوفر ديفيدسون صدر للمرة الاولى في نوفمبر من العام 2012، عن دار هارست للنشر، وقام مركز آوال للترجمة بإصدار نسخة مترجمة منه الى العربية، بعدما اثبتت الاحداث واقعية الكثير من الامور التي تحدث عنها الكتاب.
شرح ديفيدسون في كتابه عوامل صعود الانظمة المشيخية في الخليج وعزاها إلى الإقتصاد الريعي، وإلى تخويف هذه الانظمة للشعوب من الديموقراطية التي ستؤدي الى وصول الجماعات الاسلامية الى الحكم.
في الفصل الثاني من الكتاب يصنف الكاتب العوامل الداخلية التي تفسرّ بقاء هذه الأنظمة الحاكمة، والتي منها طريقة توزيع الثورة وتفضيل المواطن على الوافد اضافة الى احتواء الاجانب والدين، فضلا عن تلميع صورة العائلات الحاكمة امام اعين الشعب.
اما فيما يتعلق بالعوامل الخارجية التي أدت الى صمود هذه المشيخات فتمثلت في دعم التنمية وتقديم المساعدات الخارجية، إتخاذ مواقف حيادية في الصراعات الدولية، والعمل على إكتساب القوة الناعمة بالاستثمار والمساعدات.
في الفصل الرابع يفصل الكاتب المشكلات الداخلية التي تهدد بقاء هذه الانظمة والتي منها تناقص الموارد مع ازدياد عدد السكان، وإرتفاع معدلات البطالة، فضلا عن تراجع احتياطاتها النفطية وتبديد الثورة في مشاريع غير منتجة، كذلك التمييز والبدون والطائفية، والاستبداد.
اما المشاكل الخارجية فأبرزها التسلح ووجود القواعد العسكرية الأجنبية \ شراء الأسلحة والصفقات الخيالية\ استعداء إيران \ والعلاقة مع إسرائيل \ فضلا عن الإنقسامات وغياب الوحدة.
في الفصل السادس والأخير يذكر ديفيدسون الأسباب التي تدفع الى التوقع بسقوط مشيخات الخليج.
واهمها تنامي حركات المعارضة وتطورها ووجود قواعد شعبية ساخطة، باتت تمتلك القدرة على استخدام وسائل الاتصال الحديثة للتعبير عن رأيها.
كذلك فإن وقوف حكومات الخليج موقفا مضادًا من انتفاضات الربيع العربي أفقد الشباب الخليجي الثقة في حكوماته.
بعد ذلك استعرض المؤلف الأوضاع في دول الخليج ، انطلاقاً من البحرين فعُمان فالسعودية فالكويت فالإمارات والختام كان مع قطر.
وخلص الى ان مستقبل البحرين هو الأكثر ظلاما، اما السعودية التي يعتقد انها اكثر استقرارا فهي ايضا تعاني وضعا هشاً، وأن اي تدهور للاوضاع في البحرين سيؤدي الى التوتر في المنطقة الشرقية منها، فضلا عن ارتفاع نسب البطالة وازدياد الفرق بين الاغنياء والفقراء الذي سيؤدي الى ظهور احتجاجات أخرى في باقي المملكة لا في المنطقة الشرقية وحدها.