أخبار عاجلة

تقرير | الإعلان عن إغلاق قنوات التحريض جاء بعد فترة من إقالة خوجة


السعودية/ نبأ (خاص)- تعهد رئيس الهيئة العام للإعلام المرئي والمسموع رياض نجم بلجم القنوات التي تحرض على التطرف والطائفية وتزرع الفتنة في أوساط المجتمع السعودي والمجتمعات الأخرى. يأتي ذلك بعد أسابيع معدودة على قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز إقالة وزير الإعلام عبد العزيز خوجة من منصبه على خلفية اتخاذه قرارا بإغلاق مكاتب قناة وصال في المملكة.

سنجتهد في لجم القنوات التحريضية والطائفية، وعد أطلقه رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع رياض نجم، وعد يعسر التنبؤ بتحوله إلى خطوات عملياتية جادة وغير انتقائية. المسؤول السعودي قال إن هيئته تسعى في وضع حد للمحتوى الفتنوي والمتطرف، محذرا من التفريق بين شرائح المجتمع على أساس الدين أو الطائفة أو العرق أو المنطقة، ومؤكدا أن المملكة لن تتساهل مع مثل هذه التصرفات. وأعلن أن الهيئة بصدد حصر القنوات الدينية ودراسة مضامينها تمهيدا لاتخاذ الإجراءات المناسبة، مجددا القول إن السلطات السعودية لا تمنح تراخيص مكاتب تمثيل إلا للجهات الملتزمة بعدم نشر التطرف الديني أو التحريض الطائفي على حد تعبيره.

الإلتزام السعودي بتكميم الأفواه التفتينية يبدو طارئا أكثر منه جوهريا ومفروضا أكثر منه ذاتيا، لو لم يكن كذلك لما منحت قناة وصال تراخيص تواجد وبث ولبادرت الجهات المعنية إلى رفع الغطاء عنها منذ سنوات. وحده عبر العزيز خوجة جسر على اتخاذ هكذا قرار، جسارة كلفته منصبه في المنظومة الحاكمة بالمملكة، حتى لو عزا الملك عبد الله بن عبد العزيز الإقالة إلى رغبة خوجة، وحتى لو سعت أجهزة الدعاية في تصوير القرار الملكي بصورة العقاب على التأخر لا على التعجل، تبقى الحقيقة ثابتة
وواضحة وواحدة، عبد العزيز خوجة استبعد من وزراة الإعلام لتجرؤه على انتقاد الجناح الوهابي في السعودية واتخاذه قرارا بإغلاق قناة وصال ووقف بثها.

هذه السيرورة تجعل تعهد رياض نجم موضع تساؤل وارتياب، قوة المؤسسة الوهابية وحجم سلطتها ومدى فاعليتها يجعل من العسير توقع تغييرات جذرية في الخطاب الإعلامي السعودي، تغييرات لا يمكن أن تقتصر على تجميل العبارات وتنميق المصطلحات وتزويق المفاهيم، مشروع بحجم اجتثات التطرف والتحريض والفتنة يقتضي نقلة نوعية وإصلاحا جذريا وضربا في الأعماق، المناورة على الهوامش والفروع هو ما تعتمده السلطات السعودية راهنا.