قطر / نبأ – يجتهد الملوك والأمراء بمنطقة الخليج في تعزيز أمنهم وتحصين حدودهم، مشترياتهم من السلاح خلال عامين فقط مليار دولار، ومتوسط مشترياتهم التسلحية لا يقل سنويا عن سبعين مليار دولار بحسب تقديرات منظمة إيدكس ومعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام. الأرقام مهولة فعلا، تزيدها دلالة الإتفاقيات الموقعة بين دول الخليج من جهة والدول الغربية من جهة أخرى، مملكة البحرين النموذج الأكثر وضوحا اليوم، سماحها لبريطانيا بإقامة منطقة عسكرية على أراضيها جنبا إلى جنب الأسطول الأمريكي الخامس شاهد الخوف والحاجة.
إنفعلان يطغيان بشكل مفضوح على قمة الدوحة، القوة الخليجية المشتركة، الشرطة الخليجية، الإنتربول الخليجي، التنسيق الأمني بين دول الخليج، كلها عناوين تتصدر القمة مجلية نوعية التحديات التي جمعت المتخاصمين. الإجتماع الإضطراري لا يعني تذويب الخلافات برمتها، ما قيل إنها التزامات قطرية بوقف دعم جماعة الإخوان المسلمين ومساندة النظام المصري والكف عن مهاجمته في مقدمة الأجندة الخليجية، بخلاف التوقعات المستعجلة لم يفلح تصالح الأشقاء في تسريع التطبيع القطري المصري، رئيس مصر عبد الفتاح السيسي لم يحضر القمة كما كان متداولا، قناة الجزيرة لم تبدل تبديلا، والأوساط السعودية والإماراتية تتحدث عن تقدم مصر عبر رئيس جهاز مخابراتها محمد التهامي بما أسمتها معلومات دقيقة حول تجاوزات ارتكبتها قطر خلال الفترة الماضية، جميع ذلك مؤشرات إلى أن التئام شمل المبتلين قد لا يهبط بحل سريع ونظيف على الأزمة بين الدوحة والقاهرة.
وحدها فلسطين تبدو غائبة عن المشهد بقده وقديده، كل ما في أمرها تذكير بضرورة إحلال السلام الشامل والعادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس مبادرة السلام العربية، يذكر قادة الخليج بمبادرتهم تلك في وقت تضرب فيه إسرائيل بأوراق العرب عرض الحائط وتواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين وتقضم أراضيهم، مزعزعة الحد الأدنى من إمكانية قيام دولة فلسطينية… هكذا هي القمم الخليجية والعربية، يغيب هم الأمة وتحل محله هموم الأقطار وحساباتها السياسية التي لا تنتهي.