لبنان / نبأ – جان فرانسوا جيرو في بيروت، مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية يزور العاصمة اللبنانية، إخراج الملف الرئاسي من حالة الركود هو مهمته الأولى، مهمة تصدرت لقاءات الرجل بالرؤساء والنواب والمسؤولين اللبنانيين، المسؤول الفرنسي يحمل في جعبته مبادرة منسقة مع عدد من العواصم الإقليمية والدولية بحسب ما أفادت به معلومات متقاطعة، طهران والرياض وموسكو على رأس القائمة، الأولى زارها جيرو في الشهر الماضي ومن المفترض أن يعود إليها في الشهر الجاري قبيل توجهه إلى بقية الدول المعنية بالإستحقاق الرئاسي اللبناني.
فرنسا تقول إن وساطتها محايدة وإنها لا تضع في حساباتها إسما محددا كمرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، تصريح يتناقض مع ما تتداوله الأوساط السياسية في لبنان على اختلاف توجهاتها. المصادر المقربة من الرياض ذكرت أن المبعوث الفرنسي يحمل إسما تسوويا يمكن أن يشكل عامل لقاء بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار، المعلومات أكدها كذلك متابعون للحركة الديبلوماسية الفرنسية باتوا مقتنعين بأن باريس تحمل إسما أو أكثر وتحاول تسويقه في غير عاصمة، محاولة سرعان ما جاء الرد الإيراني عليها واضحا، لا تفرضوا خياراتكم على المسيحيين في لبنان بل اعطوهم الفرصة ولنر ماذا يقررون.
قرار يظهر أن ثمة حراك حقيقيا وجادا على طريق تسهيله، زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى بيروت لم تكن خارجة من السياق، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجاب سائليه حول ما إذا كان يقوم بمهمة معينة في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني بالقول إن هذا سر، السر يتضح بالنظر إلى كثافة الحراك الدبلوماسي حيال لبنان والمعلومات المتداولة بشأنه.
معلومات تؤكد أن فرنسا تحاول استنساخ دورها الذي لعبته عام ألفين وخمسة عندما أسهمت في تشكيل التحالف الرباعي، على غرار سيرورة اتفاق الدوحة تسعى باريس في تشجيع الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وحلحة عقدة رئاسة الجمهورية على أساس المرشح التسوية، فهل تنجح فرنسا في مسعاها خصوصا أن حراكها حظِيّ بغطاء إقليمي ودولي؟ هذا ما ستجليه الأيام المقبلة.