السعودية/ نبأ- نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تحليلا لمراسلها بريان مورفي، تحدث فيه عن أسباب وتداعيات التعديل الوزاري الجديد في المملكة العربية السعودية والذي يعد الأكبر منذ سنوات.
واعتبر أن التعديل لا يشير إلى وجود أي قلق عميق لدى السعودية في ظل انخفاض أسعار البترول وخوف السلطات من زيادة التهديدات من قبل الدولة الإسلامية "داعش" ومجموعات أخرى غضبت من علاقات الرياض المقربة من واشنطن.
وأضاف أن الوزراء الرئيسيين مثل وزير البترول والداخلية والدفاع لم يتم تغييرهم ، ومع ذلك فهذا لا يعني أن التعديلات الوزارية ليست لها أهمية.
وأشار إلى أن التعديلات تعطي إشارة أخرى عن فتح مزيد من الفضاء السياسي أمام جيل أصغر سنا بالمملكة الذين انتظروا مثل هذه التعديلات لعقود في وقت يحتفظ فيه الملك عبد الله الذي يبلغ من العمر 90 عاما ومجموعة من أشقائه أو إخوته من الأب فقط وهم في الثمانينيات من العمر بقبضتهم على شؤون المملكة.
وذكر أن وزارات مثل الثقافة والاتصالات والنقل والزراعة وغيرها وضعت في يد وزراء جدد أصغر سنا نسبيا وذلك فيما يبدو استجابة لمطالب توسيع صناعة القرار السياسي بعد ثورات الربيع العربي في أنحاء المنطقة.
واعتبر أن التعديل الأجدر بالاهتمام ربما يكون المتعلق بقرار العاهل السعودي إقالة وزير الشؤون الإسلامية الذي ظل في منصبه طويلا واستبداله بأكاديمي وعالم إسلامي هو الدكتور سليمان أبا الخيل الرئيس السابق لواحدة من أكبر الجامعات العامة في المملكة وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وأضاف أن التغيير ربما يعكس إحباط العاهل السعودي من الوزارة بسبب عدم قيامها بما يكفي لرفض التشدد الإسلامي بشكل علني.
وتحدث عن أن رجال الدين بالمملكة لهم تأثير كبير فهم يمنحون النظام الشرعية للحكم في حين ينظر إليهم باعتبارهم أوصياء على الوهابية التي تفرض مباديء لا تحظى بالقبول الشعبي بشكل متزايد مثل حظر قيادة المرأة للسيارة.
وذكر أن الملك عبد الله وقادة سعوديون آخرون يسعون لفرض مزيد من الضغوط على رجال الدين من أجل استخدام خطب الجمعة وغيرها لمعارضة التشدد.
وتحدث عن أن المخاوف أصبحت ضخمة بدعم السعودية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش.
وأضاف أنه من غير المعروف مدى قدرة وزير الشؤون الإسلامية الجديد على وضع أجندة لرجال الدين الأقوياء في المملكة الذين لم يعتادوا على فرض العضلات عليهم، مشيرا إلى أن "أبا الخيل" قد يلعب دورا دوليا بشكل أكبر كمبعوث سعودي، خاصة أنه شارك في منتديات حوار الأديان وتحدث بطلاقة في ندوات ومؤتمرات محاولا فصل الوهابية عن أفكار أخرى أكثر راديكالية.