أخبار عاجلة

مواقف السياسة الخارجية للمملكة «إزدواجية مكشوفة» بين سوريا والعراق ومصر

تقرير إخباري – السعودية / نبأ – يتوقف مراقبون عند تقلبات السياسة السعودية وتناقضاتها، حيث لا يوجد لديها مبادئ ثابتة في تعاملها مع الدول الأخرى. هكذا فإن سياسة المملكة الخارجية تتسم بالمزاجية وعدم الوضوح.

ويمكن تأكيد هذه الخاصية من خلال إجراء مقارنة بين مواقف السعودية من كل من الإنتخابات المصرية والسورية والعراقية الأخيرة.

المفارقة الأبرز أن السعودية التي تُحرم الإنتخابات ويحكمها نظام ملكي فاسد، تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وإبداء رأيها سلباً أم إيجاباً بانتخابات تلك الدول.

في مصر تأرجحت مواقفها بين الضغط لإفشال ثورة الخامس والعشرين من يونيو ألفين وأحد عشر التي أطاحت بحليفها حسني مبارك، وبعدها تحت الضغط الشعبي رضخت لإختيار الشعب المصري للإخواني محمد مرسي، لكنها ما لبست أن أعدّت العدة للإنقلاب عليه وعزله، وساهمت مالياً وإعلامياً في دعم وصول وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إلى سدّة الرئاسة.

السعودية رأت في وصول السيسي الى الحكم انتصاراً سياسياً لها في إحدى أهم الدول العربية، وبوصوله تكون المملكة وجهت ضربة قوية الى قطر التي رعت جماعة الاخوان المسلمين منذ بدء ما سُميّ بالربيع العربي.

هكذا إذا باركت السعودية إنتخابات مصر، في حين هاجمت نتائج الإنتخابات السورية والعراقية، لانها أوصلت الى الحكم أشخاصاً تدفع المملكة ملايين الدولارات لأجل التخلص منهم، بما في ذلك دعم الجماعات المتشدّدة بالمال والسلاح في سبيل إسقاط منْ لا تريده في دمشق وبغداد.

الإنتخابات بالنسبة لآل سعود شرٌ لا بُد منه في سبيل إيصال الحلفاء، لكنها في الداخل لا تجوز شرعاً، ومن يطالب بها سيجد نفسه خلف زنازين السجون يتلقى السياط من الجلادين.

هي اذا سياسة تتصف بالنفاق والازدواجيّة المكشوفة كما يقول محللون، وفي حين لا يُقلّل هؤلاء من الذكاء السّعوديّ، والقتال الشّرس من أجل مصالحها، إلا أنّهم لا يتردّدون في الوقوف على ملامح العقل البدويّ الذي تتحكم به الأمزجة وتقلّبات النفط، من غير الاستناد على مبادئ وسياسات واضحة.