جهازُ الأمن في المملكة السعودية مطلقُ اليد؛ فلا قانون يقيّده ولا قيمة تردعه، فهو يبطشُ بذراع الدولة العميقة التي تتمدّد على مساحةِ الوطن الغائب..
أنباءُ اعتقالات الناشطين لا تتوقف، وزاد عليها استخدام القوة والقتل إنْ تطلب الأمر، والحجة الجاهزة: الحربُ على الارهاب..
داخلياً وعلى تماس مع الخارج كله، عجزٌ فلكيٌ ينتظر الإعلان عنه قريباً، فموازنة العام ألفين وخمسة عشر تخلو من فائضٍ على غرار الأعوام السابقة، وتحديداً من عام ألفين وثلاثة، وحتى العام الفائت..
ما يربو عن مائة مليار ريال تتبخّر من قدر الأحقاد وصراعات النفوذ، وعلى المواطن البائس دفع المزيد من الفواتير من ماله الخاص، فلا في الرفاه حصدَ نعمةً، ولا في الشدّة سلِمَ من نقمة..فأولياءُ النفطِ صاروا مقامرين بمصير الرعية..
جزءٌ من حقيقة الهدر في المال العام كشف عنه نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف، حين زارهم مهندس الحرب على سوريا بندر بن سلطان وكانت لديه رسالةٌ واحدة بأن مملكة عائلته سوف تدمّر سوريا على رؤوس أهلها.. فكان الدمارُ يجري من تحته النفطُ وكانت دماءُ السوريين تنهمرُ باللون الأسود..
هكذا سوف تُروى سيرةُ الإخوةِ العربية إلى أطفال سوريا.. ولكن بلا آباء.. وربما بلا أمهات..