عمان / نبأ – سلطنة عُمان لن تستضيف القمة الخليجية السادسة والثلاثين على أراضيها، هذا ما بات مؤكدا عقب صدور البيان الختامي لاجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطرية الدوحة، مسؤولو السلطنة لم يدلوا بموقف رسمي حول أسباب قرارهم، تماما كما لم تفعل ذلك الأمانة العامة للمجلس.
إمتناع أفسح المجال أمام سيل من التكهنات والتفسيرات والتسريبات، مصدر خليجي رجح أن يكون السبب الحقيقي خلف القرار العماني أمرا من اثنين، أولهما أن السلطنة باتت ترغب في النأي بنفسها عن مجلس التعاون بهدوء وبلورة هوية مستقلة للعمانيين، رغبة يحدوها اقتناع قيادة عمان وربما شعبها بأن المجلس استنفد جميع أغراضه ولم يعد يقدم أي جديد لأعضائه بحسب ما يقول المصدر الخليجي.
ويضيف أن السبب الآخر المحتمل للتمنع العماني قد يكون حيثيات لوجستية صرفة متصلة بعدم اكتمال مركز المؤتمرات الضخم في العاصمة مسقط، إحتمال يضعفه إلى حد بعيد تاريخ القمم الخليجية في عمان حيث انعقدت جميعها في فنادق ضخمة بالعاصمة. وعليه، فمن المرجح أن تكون العوامل السياسية المبرر الرئيس لرفض السلطنة استضافة اجتماع القادة الخليجيين عام ألفين وخمسة عشر، الترجيح هذا يعززه أكثر من معطى تاريخي قريب وبعيد، تغيب عمان عن قمة المصالحة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض أرسل مؤشرات بارزة على هذا الصعيد، مؤشرات اختزلها المسؤولون العمانيون بالقول إننا لم نكن طرفا في الخلاف الخليجي ولم نكن وسطاء فيه فلماذا نحضر اجتماع تسويته إذا؟
الإجتماع السعودي الإماراتي البحريني على تحويل مجلس التعاون إلى اتحاد عارضته السلطنة ولم تزل، قمة الكويت عام ألفين وثلاثة عشر جلت ذلك الإعتراض بوضوح، حينها أعلنت مسقط تحفظها على فكرة الإتحاد ورفضها الإنضمام إليه في حال قيامه، رفض سرعان ما ردت عليه بعض المنابر السعودية بالتلويح بقطع المساعدات الملكية البالغة حوالي سبعة مليارات دولار عن السلطنة، التلويح السعودي بسحب ما تسمى الأيادي البيضاء لم يتطور إلى خصومة أو نزاع بخلاف ما شاب العلاقات بين الرياض والدوحة، مملكة النفط دارت الأمر وسكنت الأجواء واتبعت طريقة “وإذا ابتليتم بالخلاف فاستتروا”.