اليمن / نبأ – تقول مصادر يمنيّة أن وفدا من جماعة أنصار الله التقى خلال الأيام الماضية رئيس الجمهورية، عبد ربه هادي، ونقل الوفد إلى هادي اعتراضاته على التجاوزات المرتكبة في مؤسسات الدولة، رد خلف المخلوع علي عبد الله صالح على المعترضين وفق استراتيجية الهجوم المضاد الترغيبي والترهيبي في آن، أبلغهم أنه لم يعد يحتمل تواجدهم في العاصمة اليمنية صنعاء وأن عليهم الإنسحاب منها خلال ثمان وأربعين تحت طائلة تقديمه استقالته، ثم عرض هادي على أنصار الله تبوء وزارتي الداخلية والعدل وتصدر الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة حتى يتمكنوا من محاربة الفساد فضلا عن إدماج خمسين ألفا من عناصرهم في قوات الجيش والأمن، رفض الحوثيون عروض الترغيب والترهيب وأكدوا لهادي أنهم ماضون في ثورتهم حتى القضاء على الفساد كما قالوا.
هذا الأخذ والرد بين الطرفين جاء بالتوازي مع تصاعد الضغوط الأمريكية والخليجية على الرئيس اليمني، مسؤولو واشنطن والرياض حرضوا رأس الدولة اليمنية على اتهام الحوثيين علنا بعرقلة الإتفاقات وتهديد الأمن والإستقرار، تقاعس هادي عن تلبية الطلب الأمريكي الخليجي بدعوى الحفاظ على الأجواء التوافقية، غضبت المملكة السعودية وأعلنت وقف مساعداتها المالية لليمن بحسب ما تؤكد مصادر يمنية، تململ هادي واستمر في سياسة القفز على الحبال، سياسة أوصلت الأوضاع إلى ما يشبه انفجارا سياسيا.
الإنفجار تجلى بوضوح في خطاب السيد عبد الملك الحوثي أمام وفود من قبائل خولان، زعيم أنصار الله اتهم هادي بعرقلة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وحماية الفاسدين وإثارة القلاقل هنا وهناك، كما اتهمه بدعم معسكرات تنظيم القاعدة في محافظتي الجوف ومأرب، وتوجه إليه من دون يسميه قائلا: يكفي. الإكتفاء الإقليمي من التلاعب بعناصر العملية السياسية في اليمن يبدو أن أوانه لم يحن بعد، دول الجوار المتضررة من ديناميات سبتمبر الفائت تواصل محاولاتها إجهاض التغيير في اليمن، أدواتها المحلية على استعداد دائم للتشويش والتضييق والعرقلة وخلط الأوراق، سياسات لن تبقى القوى المضادة للمعسكر الخليجي متغاضية عنها إلى ما لا نهاية بحسب ما يؤكد السيد عبد الملك الحوثي.