سجونٌ جديدةٌ.. وأحكامٌ بالمؤبد على السجناء المنسِيّين.. والمزيدُ من إسكات الأصوات.. وإخراسِ الألسن والأقلام… كلُّ ذلك.. هو ما تعِدُ به الحكومةُ المواطنين الذين ينتظرون رسائل طمأنةٍ مع الأزمةِ الاقتصاديّة التي تُخيّم على المنطقة بسببِ انخفاض أسعارِ النفط وتداعياته على المنطقة، وعلى النّحوِ الذي تأنُّ منه أسواقُ المال.
لا جديد من الوزراء الذين اصطفّوا لتجديد الولاء في القصر الملكيّ. الوعودُ لن تُجدي هذه المرّة، والخطاباتُ تُشبه سيولَ جدّة التي لم تنتهِ مأساتُها رغم مضيّ السّنوات.. فالأوجاعُ مفتوحةٌ على جروحٍ غائرةٍ، والمظالمُ والانتهاكاتُ مطبوعةٌ على صدر هذه الأرضِ التي تتقاطر عليها آخرُ صيحاتِ الاستبداد المقنن وفنونِ الطّاعة إلى وليّ القمع والظلمات.
لن يستمرَ طويلاً هذا الليلُ.. ثمانيةُ عشر عاماً ولم تنسَهم جفونُ الأهلِ والأحباب.. وأحكامُ المؤبّد.. ستؤبّد المحبّةَ لهم، والتعلّقَ بحبل الحريّة الذي سيحُفّ، في يومٍ ما، حول رقبة الظلمِ.. والظالمين…