السعودية / نبأ – زار ولي العهد سلمان أول من أمس الأربعاء مفتي البلاد عبدالعزيز آل الشيخ في منزله وتناول طعام العشاء، وذلك في خطوة غير مسبوقة من مسؤول سعودي بهذا الحجم، حيث جرت العادة أن الأمراء الكبار لا يذهبون إلى رجال الدين في منازلهم. ولعل الأشد غرابة ما فعله أمير منطقة الرياض تركي ابن الملك عبدالله في اليوم التالي من زيارة ولي العهد، إذ فوجئ به المفتي يدخل عليه في مسجده وسط العاصمة بحجة “أنه مشتاق لرؤيته” بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية أمس.
وقال مراقبون للشأن السعودي، إن زيارتي ولي العهد وابن الملك، وكلاهما ينتمي إلى جناحين يتصارعان على الحكم، تأتي في إطار رغبة كل جناح في كسب دعم المؤسسة الدينية في حال اشتد الصراع بين “آل سعود” مستقبلاً، مشيرين في هذا الإطار إلى أن المؤسسة الدينية لعبت دوراً حاسماً في الستينات حينما كاد أن يتحول الخلاف بين أمراء آل سعود إلى صراع مسلح، وأفتت المؤسسة الدينية بخلع الملك سعود حينها ونصّبت خصمه فيصل ملكاً على البلاد.
ويرى متابعون بأن المؤسسة الدينية في البلاد على رغم أنها مهمشة وضعيفة ولا تعلب دوراً في تحديد من يحكم البلاد، إلا أن وقوفها في صف أي جناح من شأنه أن يرجح كفته ويمنحه الشرعية الدينية.
وقالت تقارير إعلامية غربية نُشرت خلال الشهور الماضية؛ إنه للمرة الأولى في تاريخ السعودية يبدو مستقبل الحكم غامضاً، خصوصاً في ظل مرض الملك عبد الله، البالغ من العمر ثمانية وتسعين عاماً بحسب ويكليكس، وولي عهده (البالغ ثمانون عاماً) الذي يُشاع أنه مصاب بالزهايمر، إضافة إلى موت كثير من أبناء الملك المُؤسِّس عبدالعزيز، فيما يُعاني الآخرون من مشاكل صحية ويبلغ أصغرهم سبعين عاماً.
ويرى مراقبون أن الملك عبدالله يحاول تمكين ابنه وزير الحرس الوطني متعب (البالغ ستون عاماً) من العرش، علما أن متعب زار واشنطن الشهر الماضي والتقى بالرئيس باراك أوباما، لافتين في هذا الإطار إلى أن الملك عبدالله اتخذ قرارات خلال العامين الماضيين وُصفت بغير المسبوقة؛ أدت إلى تهميش الجناح المنافس له وتقريب الأمراء المحسوبين عليه، ومن هذه القرارات تعيين اثنين من أبنائه أمراء لأهم منتطقتين في البلاد، وهما الرياض ومكة المكرمة، وتتبعها جدة والطائف، إضافة إلى تعيين ثالث نائباً لوزير الخارجية.