تقرير| الإرهاب وجريمة العوامية.. الشرقية مضمار تسابق لأجنحة الصراع على الحكم


السعودية/ نبأ (خاص)- تعقب شباب العوامية صباح العشرين من ديسمبر ليس خارجا من السياق، تجلياته جميعها مرتبطة بتلك العملية الإجتثاثية المتجملة بلباس مكافحة التطرف.

تطرف يمكن للأجهزة الأمنية والإعلامية السعودية حشد سيل من الأدلة على تورط الشهيد علي أبو عبد الله وغيره من الشبان في براثنه، الأدلة السلطوية تقود تلقائيا وعلى سبيل الجدل المحض إلى السؤال التالي: لماذا تعجز السلطات السعودية عن إلقاء القبض على من تعتبرهم إرهابيي المنطقة الشرقية من خلال عملية أمنية إستخبارية محكمة وغير مكلفة؟ هي نفسها من توقع في شباكها عشرات الإرهابيين من دون أن يؤدي ذلك إلى سفك قطرة دم واحدة، الجواب تنضح به أحياء العوامية وشوارعها، هنا أضحت اللغة السعودية مفهومة تماما بالنسبة لمن يصفهم بيان الداخلية بالأهالي الشرفاء.

هؤلاء يستطيعون بكل سهولة تفكيك الشيفرة السلطوية التي يعجز عن حل طلاسمها كبار الإعلاميين السعوديين المخضرمين، الإرهابيون العملاء يعادلون نشطاء الحراك الشعبي وعناصره الفاعلة ميدانيا، ملاحقتهم ومداهمة أوكارهم واعتقالهم تعني تخويف أهاليهم وأبناء جلدتهم وتمويت الحس الثوري في نفوسهم، لا مكان بيننا للخونة والعملاء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون تحيل تلقائيا على ما يرجوه النظام السعودي من عملياته: إنطماس المطالب الشعبية والرضاء بما يقرره الملوك والأمراء حقا كان أم باطلا.

مثمرة تبدو لوثة الحرب على الإرهاب، في ظلها الممتد يواصل النظام السعودي حربا من نوع آخر، حرب النشطاء والمعارضين السياسيين والديناميات الشعبية الساعية في نيل الحد الأدنى من الحرية والديمقراطية والحقوق المعيشية. ومثمرة تظهر خرقة الحرب على الإرهاب مرة أخرى، إيجابيتها هذه المرة متصلة بكواليس البيت السياسي السعودي، كل المتطاولين إلى العرش يجتهدون في رفع أرصدتهم لدى متزعمي الحملة على داعش.

محمد بن نايف بن عبد العزيز على رأس الطامحين، وزير الداخلية يسعى في تحقيق إنجاز يرجح كفته على كفة متعب بن عبد الله ويظهره بمظهر الملك العتيد اللائق بمنصبه، المنطقة الشرقية هي المضمار الأفضل لتلك المساعي، مضمار يخطئ المسؤولون السعوديون إن ظنوا أن بمقدورهم السرح والمرح فيه على هواهم إلى ما لا نهاية، هذا على الأقل ما توحي به مؤشرات السنوات الثلاث الأخيرة.