تقرير| العلاقات التركية القطرية .. مؤشرات على تناغم بين الدوحة وأنقرة على حلول ملفات المنطقة


أنقرة/ نبأ (خاص)- أثارت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة التركية أنقرة وما رافقها من توقيع اتفاقيات مشتركة العديد من علامات الإستفهام حول استراتيجية الدوحة في المرحلة المقبلة.

إستراتيجية توقع كثيرون أن تنحرف عن المسار التركي الإخواني بفعل دخول المصالحة الخليجية حيز التنفيذ، إلا أن الإنتعاشة الجديدة في العلاقات التركية القطرية تضع تلك التوقعات موضع تشكيك في الحد الأدنى.

غير عادية أو بروتوكولية كانت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة التركية، ما رافقها من توقيع اتفاقيات مشتركة وما صدر خلالها من مواقف يمنحانها أبعادا سياسية وإستراتيجية مثقلة بالرمزية، رمزية جلاها بوضوح اجتماع تميم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أحد المساجد التاريخية في أنقرة لأداء صلاة الجمعة.

مشهد الصلاة المشتركة هذا صاحبته تصريحات تمظهر من خلالها توحد الرؤيتين التركية والقطرية حول مجمل الملفات في المنطقة، أردوغان تحدث عن اتفاق لم تعتره أية خلافات حتى الآن، في وقت أسهب فيه أمير قطر في الإشادة بالتعاون العسكري والإقتصادي بين البلدين. تعاون جاء توقيع اتفاقيتين إضافيتين ليزيده متانة وتطورا، تأسيس مجلس رفيع المستوى للتعاون الإستراتيجي القطري التركي وتقوية التآزر في المجال الدفاعي جوهر تلك الإتفاقيتين.

جوهر التقارب بين الدوحة وأنقرة هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقات التركية الخليجية بحسب ما يؤكد عدد من المراقبين والمحللين الأتراك، ويضيفون أن زيارة أمير قطر إلى العاصمة التركية تحمل أهمية كبيرة من حيث التوازنات في المنطقة. توازنات أبانتها بوضوح مواقف تميم وأردوغان من التطورات العاصفة بالشرق الأوسط، الرجلان شددا على التسريع في إيجاد حل للأزمة السورية، وجددا وقوفهما إلى جانب الشعب العراقي. بالتوازي مع ذلك، كان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو يعلن أن بلاده قد تبدأ بتدريب وتجهيز مقاتلي ما تسمى المعارضة السورية المعتدلة قبيل شهر آذار المقبل.

في خلاصة المشهد، بدا الطرفان التركي والقطري في بوتقة موحدة فعلا، إستقبال رئيس الإستخبارات التركية هاكان فيدان أمير قطر في المطار ومرافقته إياه في سيارته الخاصة، واجتماع وزير الدفاع التركي عصمت يلماز ووزير الدول القطري لشؤون الدفاع حمد العطية لتوقيع سلسلة من الإتفاقيات، وغير ذلك من الديناميات، كلها مؤشرات إلى أن التناغم القطري التركي يتجه نحو مزيد من التصاعد، تصاعد تبدو معه توقعات الخليجيين بافتراق قطر عن حلفائها وأوبتها إلى الحضن السعودي الإماراتي البحريني نوعا من التفاؤل المبالغ فيه في الحد الأدنى.