ليس في الأمر غرابة، القطيف ليست على قائمة المحافظات التي جرى فيها اعتداء على رجال الأمن، فيما تصدّرت القائمة الرياض، العاصمة..
لا مشكلة للأهالي مع رجال الأمن، بل مشكلتهم مع الاستبداد..مع اولئك الذين لا يزال يصرّون على مقاربة أمنية فاشلة لمشكلات الدولة..
الحفاظ على السلطة هاجس أهل الحكم يراد تحويله الى هاجس أمني..المعادلة المفروضة: لا أمن بدون السلطة، وأما الشعب فإن بقاءه واستقراره ورفاهه متوقف على ولائه للعائلة المالكة..
الاصلاح بات خبراً من الماضي..مطالب الناس باقية وتتمدد، وإنكار أهل الحكم باق ويتمدد أيضاً..الاستبداد ينسج رواية جديدة في مملكة الصمت، والقادم ينبىء عن أخطار يجهل أهل الحكم نهاياتها..
ارتاح أهل الحكم لكذبة استرجاع الأمن واستتباب السلطة، وكيف يموت الوعي العام بما هو مطلوب منهم، فهناك حقوق لا تتساقط بمرور الزمن، فليست فاكهة موسمية، فيوم تجدها وتطلبها وفي الآخر تفقدها وتتنازل عنها.. والحكمة تفرض أن لا ينام أهل الحكم على وسادة وهم رسوخ السلطة بأن الارهاب كان لها منقذَ خيرٍ تحارب به طلاّب الحرية..فالحرية لا تجتمع مع الزيف، وسوف تنتصر.