السعودية / نبأ – إضافة إلى روسيا، فإنّ التداعيات السلبية لانخفاض أسعار النفط، ستصيب كذلك احتياطيات فنزويلا من العملة الصعبة، على الرغم من تحسبها واعتمادها الستين دولارا أساسا للأسعار تتجه كراكاس إلى السحب من احتياطياتها لتغطية عجز الموازنة، تماما كما ستتجه إيران إلى السحب من صندوق الثروة السيادية لسداد مستحقات المقاولين العاملين في مجال النفط.
وحدها السعودية تظهر بمظهر الراضي القوي القادر على التحمل، قدرة لا يبدو أن ثمة أساسات متينة لها، صحيح أن لدى المملكة أصولا إحتياطية لا تقل عن سبعمئة وخمسين مليار دولار، وصحيح كذلك أن لديها فائضا سنويا يبلغ عشرات مليارات الدولارات، لكن الصحيح أيضا أن الرياض لن يكون بمقدورها الصمود طويلا وإلى ما لا نهاية في لعبة الأسعار، هذا ما تؤكده ألف باء السياسات والعلوم الإقتصادية ويجزمه الخبراء والأخصائيون، إعتماد السواد الأعظم من الموازنة السعودية على العائدات النفطية يضع المملكة في موقف حرج على المدى البعيد، إستمرار التدهور في أسعار النفط سيلحق خسائر كبيرة بتلك الموازنة وسيضطر السلطات الملكية إلى اتباع إجراءات تقشفية من شبه المؤكد أنها سترتد بقوة على مناحي الإنفاق، إرتداد ستظهر الرياض في ظله عاجزة نتيجة الإلتزامات الضخمة التي تعهدت بها.
التعهدات الإقتصادية لن تعدم كل من روسيا وإيران وفنزويلا وسيلة لمواجهتها من دون أن تؤدي الخطط البديلة إلى أضرار إستراتيجية جسيمة، أضرار تظهر المملكة ومعها دول الخليج الأصغر إقتصادا والأضعف نسبيا من حيث الدخل سائرة في اتجاهها، إستبعاد مبدأ الحفاظ على الثروات الوطنية وتثميرها واستسهال التلاعب بالسوق النفطية ستكون لهما آثارهما الحتمية على الممالك والإمارات، جون ماكين لم يكن مخطئا في توجيهه شكرا إلى الرياض، عواصم الخليج تلحق أذى بالغا باقتصاديات المعسكر المنافس لها، وفي الوقت نفسه تهدم هذه العواصم هياكلها المالية والنقدية والنفطية والإستثمارية بأيديها… فليفرح الأمريكيون إذا، لكن إلام ستستمر غبطة السام؟