السعودية / نبأ – للمرة الثانية خلال أيام، وبعد ساعات على سقوط ما لا يقل عن خمسة من الضحايا، وإصابة العشرات؛ اقتحمت قوات الأمن بالنيران والمدرعات بلدة العوامية فجر الثلثاء الثالث والعشرين من ديسمبر.
شهود عيان أكدوا أن قوات الأمن أغلقت كل منافذ البلدة بالمدرعات قبل أن تعمد إلى إقتحامها وإطلاق النار على منازلها، فيما سُمع دويّ النار من غير تسجيل وقوع ضحايا.
الباحث والمعارض فؤاد إبراهيم رأى أن المسار الزمني لإقتحام العوامية يؤكد أن وزارة الداخلية تقوم بمخطط عسكري ضد البلدة، وليس مخططا أمنيا هدفه ملاحقة مطلوبين، أو متهمين بقضايا جنائية، بحسب الدعوى.
وتساءل إبراهيم فيما إذا كان من المعقول أن تملك دولة إمكانيات ضخمة على المستوى التقني والأمني، في الوقت الذي لا تستطيع رصد قاتل عنصر أمن عند نقطة تفتيش وتقديم الدليل بالصورة على الفاعل الحقيقي، وذلك في مقابل توثيق شباب الحراك لكلّ الإجراءات القمعية وعمليات التخريب التي تسبّبت في سقوط الشهداء برصاص قوات الداخلية، وإثبات الأضرار في المنازل والممتلكات عبر التسجيلات المصورة.
من جانبها، دانت منظمة ديوان المظالم الأهلي (ديواني) استخدام وزارة الداخلية للقوة المفرطة في بلدة العوامية، ودعت إلى إستخدام الإجراءات القانونية لتطبيق النظام، واستنكرت عمليات القتل خارج إطار القانون.
من جهته، قال رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، علي الدبيسي، إن كل المجازر التي تُرتكب في البلدة ستنتهي بخروج قوات الحكومة، ورأى الدبيسي أن كل أزمات الأمن ستنتهي بمجرد جلوس عاقل على كرسي وزارة الداخلية، على حد قوله.
وفي البحربن، عبّر المواطنون عن تضامنهم مع أهالي العوامية وخرجوا في مظاهرات استنكرت الجرائم التي وقعت في البلدة، وسرعان ما قمع النظام البحريني التظاهرات. القوى الثورية من جهتها، دانت ما وصفته بالجرائم الوحشيّة التي لازال النظام في المملكة يمارسها ضدّ أبناء المنطقة الشرقيّة واعتبرتها تصفية طائفيّة لا حدود لها، ودعا البيان القوى إلى تدخّل دوليّ وإقليميّ لوقف نزيف الدم وحماية أبناء المنطقة الشرقيّة، الذين يتعرّضون لجرائم طائفيّة بشعة وتصفية وحشيّة بربريّة..