السعودية/ نبأ- كشفت صحيفة "فيسكال تايمز" الأمريكية إن الهبوط الحاد في أسعار النفط العالمية قد أصبح سلاحًا ذا حدّين لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وشركات صناعة الأسلحة في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء أنه بالنسبة لـ البنتاجون، من الممكن أن يحقق التراجع بأكثر من 40% في أسعار النفط الخام بالنسبة للبرميل منذ يونيو الماضي أن وفورات في عملية تزويد أسطولها الضخم من الطائرات، السفن، الدبابات والآليات العسكرية بالوقود، وفقا لتقرير أصدره موقع " ديفينس وان" الأمريكي المعني بنشر الأخبار المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي.
ومع ذلك أوضح التقرير أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط من الممكن أن يسهم وبصورة كبيرة في تقليص مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الدول الغنية بالنفط أمثال السعودية والإمارات التي كانت هدفًا رئيسيًا لصناعة الدفاع الأمريكية التي تسعى للبحث عن طرق غير تقليدية لتعويض مبيعات الأسلحة المنخفضة.
ونقل التقرير عن لورين بي. ثومبسون، الخبير المتخصص في مجال الدفاع بمعهد ليكسينجتون الذي لا يهدف إلى الربح أن هبوط أسعار النفط سيؤثر قطعًا على سوق الشرق الأوسط لنظم الأسلحة الأمريكية بمضي الوقت.
وأضاف ثومبسون في تصريحاته لـ فيسكال تايمز أن "السوق الخارجي الأكثر ديناميكية لصادرات الأسلحة الأمريكية هو منطقة الخليج العربي،" موضحًا "لكن افتراضيًا، يعتمد كل عميل هناك على الإيرادات النفطية في شراء الأسلحة."
ورأى التقرير أنّه مثلما يستفيد العملاء المتوسطون استفادة كبيرة من التراجع في أسعار الغاز والذي يجيء متأثرًا بالهبوط الحاد في أسعار النفط العالمية، تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أنها تحقق وفورات كبيرة.
وخصصت وزارة الدفاع الأمريكية ما إجمالي قيمته 13.6 مليار دولار للوقود في العام 2015، بحسب وكالة الدفاع اللوجستية الأمريكية، ذراع البنتاجون الذي يقوم بشراء الطاقة لأغراض الخدمات العسكرية.
وقد خططت الوكالة لإنفاق ما إجمالي قيمته 134 دولارا في المتوسط للبرميل خلال الخمسة أعوام الماضية.
وقالت إيريني سميث، الناطقة باسم وكالة الدفاع اللوجستية في تصريحات أدلت بها لموقع "ديفينس وان" إن الوكالة منحت عقودًا بأسعار ثابتة مع تعديلات الأسعار الاقتصادية المرتبطة بأسعار سوق البترول.
وتابعت "ونتيجة لذلك، فإنه عندما ينخفض سعر النفط، تحصل الوكالة على فائدة التذبذبات في سوق الطاقة الذي يشهد تراجعًا في الوقت الذي يقوم فيه سعر العقد الذي تدفعه الوكالة إلى مورديها على أسعار السوق."
وواصلت أسعار النفط هبوطها الحاد في الفترة الأخيرة، مبددة الصعود اليومي الذي يعد الأكبر من نوعه في أكثر من عامين، في أعقاب تصريحات وزير النفط السعودي بأن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لن تخفض مستويات إنتاجها بأي ثمن، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.
وانخفض سعر مزيج خام برنت – المقياس الدولي- بمعدل 1.33 دولار، أو بأكثر من 2%، إلى 60.05 للبرميل.
على صعيد متصل، لفتت فيسكال تايمز إلى أنه على الرغم من أن أسعار النفط المنخفضة من الممكن النظر إليها على أنها مؤشر إيجابي لـ البنتاجون، يذهب بعض الخبراء إلى أنه تمثل كابوسا مفزعا لصناعة الدفاع والفضاء الأمريكية التي تعتمد بصفة رئيسية على مبيعاتها إلى العملاء في الشرق الأوسط في نسبة مئوية كبيرة من إجمالي إيراداتها.
ومن الممكن أن تغير أسعار النفط المنخفضة الخطط المتعلقة بمشتريات الدفاع في المنطقة التي تسعى شركات كبرى أمثال "جنرال دايناميكس" و"رايثيون" و"لوكهيد مارتن" و أيضا "بوينج" إلى بيع أسلحتها فيها، من بينها الآليات المدرعة ونظم الدفاع الصاروخية والطائرات المقاتلة، بحسب ما ذكر بايرون كالون المحلل في مؤسسة "كابيتال ألفا بارتنرز".
وكان موقع "ديفينس وان" قد ذكر على لسان أفاسينت أنلايتيكس، شركة الاستشارات التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها أن "السعودية والإمارات والكويت وقطر والأردن كلها أقدمت على زيادة إنفاقها الدفاعي في السنوات الأخيرة. وفي العام 2015 فقط، من المتوقع أن تنفق تلك الدول مجتمعة أكثر من 95 مليار دولار".
وخلال الفترة ما بين 2015 و 2019، من المتوقع أن يبلغ إجمالي ما أنفقته الدول الخليجية الخمس ما يزيد عن 546 مليار دولار على التسليح الدفاعي، بحسب أفاسينت أنلايتيكس.