السعودية / نبأ – اعتبر مدير مشروع التحليل الاستخباري بمعهد بروكينجز الأمريكي بروس ريدل أن إبقاء المملكة العربية السعودية على الإنفاق الداخلي والخارجي الضخم في ميزانيتها الجديدة يعكس مخاوف الأسرة الحاكمة من الاضطرابات الداخلية بعد أربع سنوات من الربيع العربي.
ويضيف ريدل إن الرياض فضلت تجنب اتخاذ الخيارات الصعبة الآن على الرغم من انخفاض عائدات البترول نتيجة انخفاض الأسعار.
وفي مقال نشره على موقع المونيتور أشار إلى أن العجز في الميزانية العام القادم سيكون الأكبر في تاريخ المملكة بسبب انخفاض أسعار النفط وستضطر المملكة من السحب من الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية التي تصل إلى سبعمئة وخمسين مليار دولار أو أكثر فضلا عن استمرار ضخ المملكة للبترول بنفس معدل الإنتاج اليومي.
ورأى ريدل أن المملكة في فترات سابقة قامت بتقليص الإنفاق نتيجة انخفاض أسعار النفط إلا أن موقفها تغير بعد ثورات الربيع العربي.
ومنذ بداية الإحتجاجات الشعبية عام الفين واحد عشر قامت الحكومة بزيادة الإنفاق بشكل كبير على الرعاية الاجتماعية ودعم الذين يعانون من البطالة وتوفير السكن وزيادة مرتبات نحو مليوني موظف حكومي، وكذلك زيادة الإنفاق في مجال التعليم والصحة.
كما لفت الكاتب إلى زيادة الانفاق على المجالين العسكري والامني، ففي مارس من العام الفين واحد عشر أعلن الملك عبد الله عن توفير ستين ألف وظيفة أمنية جديدة لتعزيز أمن المنشآت الحكومية الرئيسية، كما بقي إنفاق المملكة على استيراد السلاح مرتفعا، في الوقت الذي جرى الحديث فيه عن توقعات بزيادة الإنفاق نتيجة مشاركة سلاح الجو السعودي في الحرب ضد “داعش”.
وأكد ريدل على أن قرار الملك باستمرار الإنفاق الضخم يعكس اقتناع أسرة آل سعود بأن الخطر الأكبر عليها يأتي من الداخل، ممثلا في المواطنين الساخطين.
ونقل عن أحد أصدقائه داخل السعودية أن الأخيرة أنفقت هذا العام ثلاثين مليار دولار على أصدقائها بالخارج، متوقعا دخولها في حرب ضد الحوثيين في اليمن.
وخلص الكاتب الى ان أولوية المملكة حاليا هي الإبقاء على الوضع الداخلي هادئا والإبقاء على حكم الأنظمة الاستبدادية في الخارج.