قطر / نبأ – إحتمالات المسار الإخواني القطري المصري في المرحلة المقبلة توازيها ترجيحات مشابهة في الماهية على خط أنقرة القاهرة، مجموعة من المعطيات السياسية والدبلوماسية توحي بأن الأتراك قد لا يتأخرون عن التناغم مع التوجه القطري الجديد، الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إلى كل من السعودية وقطر وعمان والبحرين تحمل أكثر من دلالة على هذا الصعيد، يضاف إليها حديث مصادر في الخارجية التركية عن امتعاض رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو من تردي العلاقات بين تركيا ودول الخليج.
إمتعاض لا يبدو أن مظاهره تمتد على مختلف الأجنحة الحاكمة في أنقرة خصوصا ذلك الواقع تحت سلطة الرئيس رجب طيب أرودغان، من هنا، قد يشكل اختلاف الرؤى الإستراتيجية بين الفريقين عقبة على طريق كسر الجليد المتراكم بين تركيا ومصر، تماما كما قد يشكل الإفتراق في توصيف الإخوان وكيفية التعاطي معهم حجر عثرة مماثلا، أردوغان يعتبر نفسه الزعيم الروحي للجماعة في العالم لا سيما في مصر وسوريا، زعامة يترجمها الرئيس التركي دعما متعدد الأشكال ما برح مطلقا وشاملا، في المقابل تصنف القاهرة ومعها عواصم الخليج الإخوان تنظيما إرهابيا تجب محاربته ومحاصرته والحيلولة بينه وبين أي عمل سياسي.
مفارقة ربما تتصور أنقرة أن بإمكانها تجاوزها تكتيكيا خدمة لمصالح إستراتيجية تبدأ من الملف السوري ولا تنتهي بالملف النووي الإيراني، الملفات الحساسة والحرجة يصعب الجزم بمدى المرونة المصرية حيالها، حكام أرض الكنانة بدأوا الإنخراط جديا وعمليا في سيرورة المبادرة الروسية لتسوية الأزمة في سوريا، مبادرة يبدو واضحا تنافرها مع الطموحات التركية الخليجية إلى رسم خرائط جديدة تأخذ بعين الإعتبار التقسيم الجغرافي والطائفي والعرقي.
بالنتيجة، أكثر من صعوبة تعترض المصالحات المحتملة بين تركيا والخليج ومصر، صعوبات قد لا يستحيل تذليلها في ضوء ما تشهده المنطقة من مخاض جديد يمكن أن يقلب المعسكرات العامودية رأسا على عقب.