السعودية / نبأ – إلى ما دون 56 دولارا إنخفض سعر خام برنت مسجلا أدنى مستوى له منذ العام 2009، إنخفاض طال كذلك سعر الخام الأمريكي، عند ما يقارب 52 دولارا حط هذا السعر متراجعا عن أعلى مستوياته منذ بدء تداولات العام الجديد. عام يتوقع أن تحمل أشهره الأولى مزيدا من التدهور في ظل تخمة المعروض وإحجام كبار المنتجين في العالم عن خفض مستويات إنتاجهم.
الإحجام السعودي والخليجي عموما أولى مسببات الأزمة، موقف جددت طهران إطلاقه على لسان مساعد وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، المسؤول الإيراني وصف عدم تحرك السعودية حيال الإنخفاض المستمر في أسعار النفط بأنه خطأ إستراتيجي، لافتا إلى أن بإمكان الرياض لعب دور إيجابي في هذا الوضع الصعب. وحذر عبد اللهيان من أن التدهور المتواصل في أسعار النفط ستكون له انعكاسات خطيرة على دول الشرق الأوسط.
إنعكاسات لا يبدو أن المملكة ستظل بمنأى عنها، تكبد أسواق الأسهم السعودية خسائر قياسية أرسل علامات التأثر السلبي الأولى، العلامات هذه يضاعفها إعلان شركة آرامكو تعليق الخطط الهادفة إلى بناء محطة للوقود النظيف في رأس تنورة، محطة كان يفترض بناؤها في أكبر مصفاة سعودية وبتكلفة لا تقل عن ملياري دولار على أن يبدأ تشغيلها مطلع العام 2016، مصدر مطلع أفاد بأن الشركة سحبت عملية تقديم العروض من دون ذكر الأسباب، فيما أشار مصدر آخر إلى أنه سيتم تأجيل المشروع عاما واحد قبل أن تُعاد عملية تلقي العروض. وأشار المصدر إلى أن آرامكو تعييد تقييم مشروعاتها عقب انخفاض أسعار النفط لتحديد ما ينبغي أن تكون له الأولوية.
مراجعة لا يبدو أن المسؤولين السعوديين قد تحسبوا لإمكانية وقوعها، وزير البترول علي النعيمي أكد أن بلاده لن تتأثر بانهيار القيمة النفطية، في حين قال خالد الفالح الرئيس التنفيذي لأرامكو إن تحركات أسواق النفط لن تعرقل استراتيجية شركته الطويلة الأجل. الإستراتيجية الملكية لن تصمد إلى ما لا نهاية إذا، هذا على الأقل ما توحي به المؤشرات الأخيرة، مؤشرات لا يستبعد المراقبون والمختصون اشتدادها وامتدادها إلى غير قطاع سعودي.