قالت مصادر خليجية مسؤولة إن السعودية أعربت عن قلقها إزاء ما وصفته ب"الموقف المتناقض لدولة الامارات إزاء ما يجري في العراق حاليا "وما اعتبرته الرياض "دعما غير مشروط قدمته أبوظبي لحكومة نوري المالكي".
وكان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قد أعرب لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في اتصال هاتفي أمس عن دعم بلاده اللا محدود لحكومة المالكي في مواجهة ما وصفه ب"الإرهاب" في إشارة إلى هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" على بعض المحافظات والمدن العراقية والسيطرة عليها .
وأكدت المصادر الخليجية على أنه إذا كانت كل دول الخليج بما فيها السعودية تقف ضد ممارسات تنظيم "داعش" وتدين تصرفاته وتطرفه لكن نوري المالكي سبق واتهم الرياض بأنها التي تقف وراء "داعش" زاعما أن العراق يخوض حربا مريرة ضد السعودية بالوكالة وهو التصريح الذي احتجت عليه الخارجية السعودية في حينه .
وأشارت إلى أن أبوظبي تتصرف في العراق بمعزل عن باقي دول الخليج الأخرى التي تصطف خلف السعودية في رؤيتها بأن حكومة المالكي أحد أسباب التوتر في المنطقة وتفتح بابا واسعا للمد الشيعي في الخليج وتدعم الحركات الشيعية في البحرين والكويت وغيرها وتضطهد سنة العراق وتهمشهم ، موضحة أن أبو ظبي سبق وأن تصرفت بطريقة غير مرضية للرياض أيضا عندما شاركت منفردة في مؤتمر عن مكافحة الإرهاب دعت له حكومة المالكي وعقد ببغداد في شهر مارس الماضي وقبل حتى ظهور حجة "داعش" وبما يؤكد أن هناك نية مبيتة للتغريد بعيدا عن السرب الخليجي في تلك القضية .
وأكدت المصادر أن السعودية أبدت كذلك انزعاجها من توجيه أبو ظبي للشيخ أحمد الكبيسي المقرب منها لكي يوجه نداء لسنة العراق للوقوف إلى جانب حكومة المالكي في حربها ضد "داعش" والحركات الإسلامية السنية الأخرى وهو ما اعتبرته الرياض تشتيتا لجهود لم شتات السنة لمواجهة اضطهاد حكومة المالكي لهم خاصة في المحافظات السنية ومن أهمها الأنبار التي تتعرض لهجمات كثيفة من قبل قوات المالكي .
وكانت قيادات دينية وسياسية في المحافظات السنية بالعراق قد انتقدت بشدة دعوة الشيخ الكبيسي مؤكدة أنها أدت لحالة من الضيق في أوساط سنة العراق الذين رغم مخاوفهم من سلوكيات"داعش" المتطرفة وانتقادهم لها وجدوها أقرب إليهم من حكومة المالكي الشيعية المتطرفة لذلك قام كثيرون منهم بدعم "داعش" ضد قوات المالكي وقام بعضهم بقذف قوات المالكي بالحجارة أثناء انسحابها بل وهلل وكبر البعض لانتصارات "داعش" .
واتهمت بعض القيادات الدينية في الفلوجة دعوة الكبيسي مشيرة الى أن الرجل لايعيش وسط أبناء العراق السنة من فترة ليعرف ما يعانونه من حكومة المالكي كما أنه "يرفل في نعيم الخليج " ويظهر بين فترة وأخرى ليفتي لصالح داعميه فقط ..في إشارة إلى قربه الشديد من حكومي أبو ظبي وولي عهدها الشيخ محمد بن زايد .
وسيطر مسلحو (داعش) على محافظة نينوى شمالي العراق وكذلك تكريت القريبة من بغداد وكذلك بعض البلدات ذات الغالبية العربية في محافظة كركوك الغنية بالنفط شمال بغداد .
ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، البرلمان الى اعلان حالة الطوارىء في البلاد .