منبر الحرم المكي أداة آل سعود لمدح أنفسهم والترويج لسياساتهم – تقرير: بتول عبدون

تقرير: بتول عبدون

نزع آل سعود من منبر الحرم المكي مهامه الأساسية في نشر التعاليم الإسلامية وجمع المسلمين ومناصرة القضايا المحقة، وأصبح المنبر أداة بيد النظام يُحرِّك من خلاله مشايخ الوهابية المُعَيَّنين من قبله كما يريد. فهو يُحدَّد نص الخطبة، والمواضيع التي سيتم الحديث عنها، والأمور التي لا يجب الولوج إليها.

فتارة يتحدث خطيب المنبر بلسان وُلَاة أمره عن أمن السعودية وأمانها، وتارة أخرى يُحرِّض على الوشاية ممن ينتقد سياسات النظام، كما فعل خطيب الحرم المكي عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الذي استغل خطبة الجمعة للحديث عن قضية يتيمات خميس مشيط من دون أنْ يُسمّيهن، داعياً إلى التصدي لما أسماها “الشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة”، ودعا إلى “الحفاظ على المال العام” وإلى “عدم الاعتداء عليه وعلى المرافق والممتلكات العامة”، وهذه العبارة الأخيرة كانت تهمة النيابة العامة لليتيمات بأنَّهن “اعْتَدَيْنَ على المال العام”.

ولا تخلو الخُطَبْ عادة من الدعوات السياسية كالترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

أما الخطيب الذي يخالف أهواء النظام فيتعرَّض مباشرة للاعتقال كحال الشيخ صالح آل طالب الذي تم اعتقاله ومحاكمته بعد تداول مقطع صوتي له هاجم فيه انتشار الحفلات التي تقيمها “هيئة الترفيه” وما يَعْتَريها من اختلاط بين الرجال والنساء.