تقرير: حسن عواد
هل هناك أقسى على الإنسان من أنْ يرى فلذة كبده تلفحه شمس النهار الحارقة؟ أو أنْ يجد نفسه وحيداً أمام سَيْل من السيارات المُسْرِعة التي تُهدِّد حياته؟ ما الذي دفع بهؤلاء إلى الشارع وسلوك هذا الطريق؟
تطرح أسئلة عدة كهذه مع انتشار ظاهرة التسول في السعودية. بالتأكيد لسنا هنا بِصَدَد الدفاع عن تلك الظاهرة، وإنَّما للبحث في أسبابها في مملكة تُعْتَبَر من الأكثر ثراءً في العالم.
هل أوجد النظام الحاكم حلولاً لإنهائها ما عدا تجريمها واعتقال المحتاجين وتوقيع عقوبات بحقهم تصل إلى 6 أشهر سجن أو غرامة تصل إلى 50 ألف ريال، أو بهما معاً؟
هل حصل أولئك على حقوقهم من ثروة بلادهم وأصروا، برغم ذلك، على سلوك ذلك الطريق؟ وهل هناك داعٍ لحملة تحريضية عليهم يقودها ذباب إلكتروني؟
أم أنَّها محاولة للتغطية على فشل نظام آل سعود في تحسين أوضاع المواطنين بدل فرض الضرائب عليهم ومفاقمة أعبائهم؟
سُئِلَ بهلول يوماً عن حكم السارق، فأجاب: إنْ سَرَق عن مهنة تُقطع يده، وإنْ سرق عن حاجة تُقطع رقبة الحاكم.