السعودية/ نبأ (خاص)- تتوالى التقارير الغربية المحذرة من انعكاسات السياسات النفطية المتبعة من قبل المملكة السعودية راهنا.
وبحسب هذه التقارير فإن المملكة على وشك الدخول في مرحلة جديدة وخطيرة من حربها الهادفة إلى استعادة السيطرة على سوق النفط، وإذا لم تبادر الرياض وبقية العواصم الخليجية في إجراء حزمة من الإصلاحات فإن البدائل ستكون أسوأ بكثير مما نعتقد وفق ما يؤكد الكاتب جيم كراين.
الإستراتيجية النفطية المتبعة من قبل المملكة السعودية راهنا ستخضع بيت آل سعود لاختبار لم يسبق له مثيل، الكلام للكاتب في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أندرو كريتشلو، كلام مماثل يسوقه الكاتب في “غازلينغ إن ذا غولف” جيم كراين، محذرا من أن بدائل الإصلاحات الإقتصادية المطلوبة في الدول الخليجية ستكون أسوأ بكثير مما نعتقد.
بعض من هذه البدائل يوردها كريتشلو في مقال له تحت عنوان “السعودية تخوض مغامرة غير مأمونة بخفض أسعار النفط”، الكاتب يقول إن الرياض استأسدت على أعضاء منظمة أوبك مجبرة إياهم على مواصلة ضخ حصة المنظمة الحالية والمقدرة بثلاثين مليون برميل يوميا، مواصلة أملت المملكة من خلالها إخراج روسيا من المنافسة ووضع المزيد من القيود على إيران.
إنها إحدى أهم مبادرات السعودية في العصر الحديث، هكذا وصفها الخبير في شؤون المملكة إدموند أوسيلفان، لافتا إلى أنها محفوفة بالمخاطر، ولكن السعوديين يمتلكون السلطة السياسية والموارد الإقتصادية لجعلها تغرد بعيدا. سلطة ما تزال الرياض معتقدة بفاعليتها، يقول كريتشلو، مضيفا أن السعودية مؤمنة بقدرتها على إعادة شراء السوق وتأمين ارتفاع الأسعار على المدى الطويل.
غير أن الأمور لا تبقى على حالها، يستدرك الكاتب كراين في مقال له تحت عنوان “النفط ودول الخليج… الإنهيار المرتقب من الداخل”، الكاتب ينبه إلى أن شهية الدول الخليجية لمضاعفة صادراتها النفطية بالتوازي مع الإستهلاك المحلي المرتفع قد تعمل على تقويض الدور الخليجي، دور تكتنفه الكثير من التهديدات في ظل إهدار الطاقة وتشكيل الصادرات النفطية ما يزيد عن ثمانين في المئة من الميزانيات الوطنية، يتابع كراين، محتملا افتقاد دول الخليج قدرتها على حفظ إمداداتها من النفط في حال بقاء معدلات الإستهلاك المحلي على هذا المنوال.
معدلات تزايدت في الآونة الأخيرة التوقعات باتخاذها مسارات خطيرة، خالد الفالح الرئيس التنفيذي لآرامكو توقع بلوغ تلك المعدلات ثمانية ملايين برميل يوميا بحلول العام ألفين وثلاثين، فيما رجحت شركة جدوى للإستثمار إرتفاع الإستهلاك السعودي من النفط إلى حوالي اثني عشر برميل يوميا بحلول العام ألفين وثلاثة وأربعين، وعلى المستوى الخارجي توقع المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن “تشاتام هاوس” إنضمام المملكة إلى قائمة الدول المستوردة للنفط قبيل العام ألفين وثمانية وثلاثين.