تقرير| السياسة النفطية السعودية.. تحذير من تبذير المملكة لاحتياطها من العملة الأجنبية


السعودية/ نبأ (خاص)- عكس كلّ التصريحات الرسميّة في المملكة بشأن الوضع النفطي، فإن أغلب التقارير تُقدِّم صورة قاتمة، صورة يشبه الكاتب كريتشلو سيرورة تشكلها باستراتيجية برلين أو باست التي أدت إلى هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، الإستراتيجية السعودية لن تعرض اقتصاد المملكة وحده للشلل بل ستعرض اقتصاديات حلفائها العرب للمخاطر نفسها، يؤكد الكاتب، لافتا إلى أن الرياض ستبدد بسرعة إحتياطياتها من العملة الأجنبية نتيجة اضطرارها لدعم النقص في عائدات التصدير.

عائدات ستنخفض إلى حوالي سبعمئة وخمسة عشر مليار ريال في العام الجديد في حال بقاء أسعار النفط عند مستوى ستين دولارا للبرميل، فكيف إذا وصلت هذه الأسعار إلى مستوى عشرين دولارا للبرميل بحسب ما يتوقع الخبراء؟ يتساءل الكاتب، ويضيف أنه إذا لم تضع السعودية حدا لهبوط القيمة النفطية الحالي فستكون على الأمد البعيد غير قادرة على إعادة تجميع كنز مماثل لما لديها الآن من العملات الأجنبية، مفسرا ذلك بتأثيرات تراجع الطلب على النفط الخام وتحسن التقنيات الخضراء.

علي النعيمي المقرب من الملك عبد الله بن عبد العزيز ما زال يغامر بشدة في شن حرب أسعار على مستوى العالم، مغامرة قد يجبره الصراع المقبل على السلطة في الرياض على كبحها وتبني تحول دراماتيكي، يحتمل كريتشلو. إحتمالات العودة إلى عصر الجمال لا تبدو مستبعدة بالنسبة لكراين، وحده رفع أسعار الطاقة وبيع المنتجات النفطية بأسعار معقولة يمكنه إنقاذ المملكة من انهيار محقق، يقول الكاتب.

ويضيف منبها إلى أن أوبك نفسها قد لا تكون قادرة على المدى البعيد على الإستمرار في إمداد الأسواق العالمية باحتياجاتها من النفط، تماما كما قد تكون الدول الخليجية عاجزة عن التمتع بمكانتها الإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة والكثير من دول العالم. بالنتيجة، تبدو أمارات الألم الإقتصادي بارزة على المملكة وحلفائها، ألم ليس سوى البداية أو إن شئت فقل إنه في مراحله الأولى، يختم كريتشلو محذرا.