السعودية/ نبأ- كشفت مجلة (سلايت) الأمريكية في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "خلافة عاهل السعودية قنبلة موقتة" ان الشائعات لا تزال مستمرة بين مستخدمي شبكة الإنترنت حول الحالة الصحية للملك عبدالله بن عبدالعزيز، على الرغم من البيان الصادر عن ولي العهد ونائب رئيس الوزراء سلمان بن عبد العزيز، والذي أكد خلاله استقرار الحالة الصحية للملك السعودي.
شائعات وفاة عبدالله تزايدت بشكل كبير لاسيما مع كبر سنه ومرضه، لكن الشيء المؤكد أن السعودية أصبحت يحكمها الشيوخ، فمنذ وفاة الملك عبدالعزيز أول ملك في تاريخ السعودية الحديثة عام 1953، حكم المملكة 5 من أبناءه فعبدالعزيز، الذي رسخ تحالفات مع زعماء القبائل عن طريق الزواج من بناتهم، أنجب 45 ابنا من أكثر من 22 زوجة بالإضافة إلى عدد غير معروف من البنات.
لكن الجيل الأول من الأبناء كبر على مدار الأعوام، وبالنسبة لسلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو المرتقب للجلوس على كرسي العرش، فيُعتقد أنه الإبن الخامس والعشرين لعبدالعزيز، ويبلغ من العمر 79 عاما، وفي مايو من العام الماضي، اتخذ الملك عبدالله خطوة غير متوقعة بتعيين شقيقه الأصغر الأمير مقرن نائبا له ما يجعله المرشح الثاني للجلوس على كرسي العرش.
ذلك الخيار، الذي تجاوز بعض الأشقاء الكبار، يُزعم أنه تسبب في بعض التذمر بين المطلعين في القصر الملكي حيال حقيقة أن والدة مقرن كانت جارية يمنية لم تتزوج رسميا من عبدالعزيز، غير أن مقرن (69 عاما) هو مستشار مقرب لعبدالله ولديه خبرة دبلوماسية ووفقا لمعايير آل سعود فهو "شاب صغير".
وعاجلا أم آجلا، سيتوجب على العرش أن ينتقل للجيل المقبل، قد تتشابك الأمور في تلك الجزئية تحديدا، فوفقا لقانون الخلافة السعودي، يجب أن يكون الملك منحدرا من عائلة عبدالعزيز، والأكثر من ذلك، فالملك الحالي لديه حرية كبيرة في تحديد خليفته، وبالنظر إلى أن العديد من الأشقاء تولوا رئاسة السعودية بعد والدهم، فإن ثاني ملوك السعودية (سعود بن عبدالعزيز آل سعود) لديه 53 ابنا لديهم آلاف الأبناء، الكثير منهم في مناصب حكومية رفيعة، ما يزيد من احتمالية حدوث المؤامرات داخل القصر.
في غضون ذلك، فإن أي شخص سيجلس على كرسي العرش، سيكون مثقلا بالكثير من المهام، حيث يُحتمل أن تكون السنوات المقبلة أكثر السنوات الانتقالية في تاريخ السعودية، وهناك أيضا الهيمنة السعودية على أسواق النفط العالمية، التي دخلت تحديا مع المشروعات الجديدة في إفريقيا والولايات المتحدة، حيث تسعى الحكومة السعودية حاليا وراء ستراتيجية محفوفة بالمخاطر لإبقاء الانخفاض على أسعار النفط للحد من الاستكشاف الجديد والحفاظ على حصتها في السوق.
وتتضمن التحديات أيضا العلاقة التقليدية الراسخة بين السعودية والولايات المتحدة تم وضعها قيد الاختبار أمام الخلافات بين الجانبين حول مصر وسوريا والمحادثات النووية الحالية مع إيران، فالسعودية، التي تتشكك حيال التزام إيران باتفاق نووي وتحذر من احتمالية حدوث تقارب أمريكي إيراني، أشارت بتلميحات غامضة حول سعي طهران لامتلاك برنامجها النووي الخاص بها، والأكثر من ذلك، هو أن السعودية تجنبت الجانب الأكبر من انتفاضات الربيع العربي، على الرغم من ذلك، قامت السلطات بقمع التنظيمات السياسية للأقلية الشيعية في البلاد.
وهناك أيضا المخاوف المتزايدة من أن تصبح السعودية، وهي أحد الداعمين الأساسيين للتمرد ضد حكومة بشار الأسد في سوريا، هدفا للتنظيم المتمرد غير المرغوب فيه وهو الدولة الإسلامية "داعش" لاسيما بعد مقتل 3 من قوات حرس الحدود السعودي من قبل مسلحين على الحدود العراقية، ولم تعلن أية جماعة مسئوليتها عن ذلك الحادث، غير أن محللين يرجحون أن ذلك قد يكون الهجوم الأول لتنظيم الدولة الإسلامية ضد السعودية وهو رسالة واضحة للسعودية بعد مشاركتها في التحالف الدولي لضرب معاقل داعش في سوريا والعراق.
وبالعودة للحديث عن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي يُعتقد أنه محافظ، ومقرن وهو موالي لعبدالله، فلا يُعتقد أن أي منهما سيجري إصلاحات داخلية إذا وصلا للعرش لا سيما عندما يتعلق الأمر بقوانين قمع الجنسين المعروفة في المملكة، فتحت حكم عبدالله، وضعت السعودية بعض الإصلاحات المؤقتة مثل السماح للنساء بشغل عدد أكبر من الوظائف مثل مناصب البيع بالتجزئة والتصويت والانتخاب في الانتخابات البلدية.
لكن أنباء أشارت إلى الأسبوع الماضي إلى إحالة سيدتين إلى محكمة خاصة للإرهاب لمجرد قيادتهما لسيارة، ما يعني أن التغيير يسير بعيدا عن المملكة، فالسعودية هي البلد الوحيدة على وجه الأرض التي تحظر قيادة النساء للسيارات.