السعودية / نبأ – كتب براين ويتاكر مقال في صحيفة الغارديان اليوم تحدّث فيه عن الروابط الأيديولوجية بين المملكة العربية السعودية وداعش، وأشار الكاتب إلى أنّ السلطات السعودية أدانت ما يسمّى بالدولة الإسلامية رغم خشيتها من ما عبّر عنه ويتاكر “فحص مفصلي لمبادئها المشتركة مع هذا التنظيم”.
ورجّح الكاتب أنّ الهجوم الذي وقع الإثنين على نقطة حدودية سعودية على الجانب العراقي، والذي ذهب ضحيته العميد عوض البلوي، كان بناءً على معلومات داخلية بمكان الجنرال، مشيراً إلى أنّ الهجوم إستهدف ضحيته بعناية.
وأشار الكاتب إلى وجود بعض التقارير التي تقول بأنه من الممكن النظر إلى هذا الهجوم ببساطة على أنه طريقة للانتقام من مشاركة السعودية في حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش، أو كخطوة ضمن مساعي داعش المعلنة لتوسيع دائرة الصراع الحالي في سوريا والعراق لتشمل الأراضي السعودية.
وإعتبر الكاتب أن وليس لدى داعش على حد سواء متعاطفين ومؤيدين نشطين داخل المملكة، بدون شك، وأعطى مثالاً عندما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن إطلاق النار على المواطن الدنماركي في الرياض في نوفمبر الماضي.
ورأى أنّ قدرة الجماعة الإرهابية (داعش) على تأسيس موطئ قدم عسكري لها في المملكة، هي مسألة أخرى. مشيراً إلى أنّ داعش تميل إلى الازدهار عسكريًا في أماكن تكون فيها الحكومة المركزية ضعيفة، وهذا ليس هو الحال في المملكة العربية السعودية.
وإعتبر أنّ جهاز الأمن السعودي قادر على الأرجح على قمع داعش على أراضيه، تمامًا كما فعل مع تنظيم القاعدة طوال عقد من الزمن. ولكن من الناحية الأيديولوجية، المملكة ليست في وضع يمكنها من مواجهة داعش.
ويتاكر يرى أنّ المشكلة هنا هي أن هذا التنظيم والمملكة العربية السعودية يتشابهان أيديولوجيًا؛ ولذلك، فإن محاولة تحدي داعش في هذا الشأن سوف تحمل خطر تقويض الأسس الأيديولوجية للدولة السعودية أيضًا.
وإستشهد الكاتب بمقال هبة صالح، وسيميون كير لصحيفة فاينانشيال تايمز في سبتمبر الماضي، حيث تحدثت الكاتبة عن “بعض ملامح أيديولوجيا داعش، مثل الكراهية للمسلمين الشيعة وتطبيق عقوبات صارمة مثل بتر الأطراف، هي ملامح مشتركة مع الفكر السلفي الذي تتبناه الوهابية السعودية. داعش أشارت صراحةً إلى المعلمين الوهابيين في وقت مبكر، مثل محمد بن عبد الوهاب، لتبرير تدميرها للمزارات الشيعية والكنائس المسيحية عبر العراق وسوريا. وقام التنظيم أيضًا بتجنيد الآلاف من المواطنين السعوديين إلى صفوفه”.
وأضاف المقال: “مع ذلك، وعلى النقيض من التشجيع الرسمي الضمني للمزيد من الأصوات الليبرالية بعد 9/11، كان أي نقاش داخل المملكة العربية السعودية حول دور العقيدة الرسمية في تعزيز تطرف المجموعة خجولًا، ومقتصرًا إلى حد كبير على وسائل الإعلام الاجتماعي. وكانت السلطات السعودية سريعة في إدانة داعش. ولكن، وفقًا للمراقبين، كانت حريصة أيضًا على تجنب أي فحص دقيق للروابط الأيديولوجية المشتركة بين المجموعة المتطرفة والمدرسة الدينية السعودية، قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وشرعية العائلة المالكة“.
وإعتبر ويتاكر أنّ القضية الأساسية هنا تعد هي المنافسة بين شرعية الملك، وشرعية الساعي إلى أن يصبح الخليفة. وعلى حد قول اثنين من مؤيدي الحكومة السعودية: “لاستعادة الخلافة، ستحتاج داعش في نهاية المطاف إلى زرع نفسها في بؤرة الحياة الإسلامية، مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ ولذلك، فإن طريق داعش إلى الخلافة يمر عبر المملكة العربية السعودية حتمًا”.
وتابع: ولسوء حظ نظام الحكم في السعودية، يأتي هذا التحدي من الخليفة المغرور في الوقت الذي تسود فيه حالة من عدم اليقين بشأن الخلافة الملكية. الملك عبد الله، وهو الآن في التسعينيات من عمره، هو في المستشفى، ويقال للعلاج من الالتهاب الرئوي. وخليفته المحتمل، ولي العهد الأمير سلمان، هو في الـ77 من عمره، وليس في صحة جيدة أيضًا.
وأشار الكاتب إلى أنّ الجهود السعودية إتّخذت لمواجهة داعش أيديولوجيًا شكل الاستنكارات الصادرة عن رجال الدين، معتبراً أنّهم الشخصيات التي ليس لديها تأثير محتمل على أنصار داعش والمتعاطفين معها. لافتاً إلى أنه من الصعب معرفة ماذا يمكن للحكومة السعودية أن تفعل أيضًا في هذا المجال دون تعريض نظام الدولة الخاص بها للخطر.
وإعتبر الكاتب في نهاية مقاله أنّ الملك والأمراء السعوديون حفروا حفرة لأنفسهم عن طريق تسخير الدين في السعي وراء السلطة. وقد عززت هذه المؤهلات الدينية مطالبتهم بالشرعية، وساعدتهم في تأكيد سلطتهم لفترة طويلة، ولكنها الآن أصبحت عبئًا، قد يكون من المتأخر جدًا تجنب ضرره.