السعودية / نبأ – لم يهبط منفذا الهجوم على شارلي إيبدو من أعالي السماء أو ماورائيات الأرض، هما من أبناء فرنسا وحائزي جنسيتها ومقتاتي دخلها القوي، هنا في بلاد الفرنجة نشأ الشقيقان شريف وسعيد كواشي، في مدارسها تعلما وفي مساجدها أديا طقوسهما ومن معاهدها نهلا، نهل استقاه كذلك عدد لا يستهان به من الشباب المسلم في فرنسا خصوصا وفي أوروبا عموما، نهل كان وما يزال مترعا بالتشدد والتكفير والحض على التقتيل.
ليس الأمر مجرد تعميم أجوف، ثمة حقائق ووقائع تؤكد سيادة الفكر الوهابي في عاصمة الليبرالية والحداثة، بما يشبه الوكالة الحصرية توسعت مملكة النفط في الأراضي الفرنسية، أموال الذهب الأسود كفيلة بالتعمير والتعليم والتجنيد، مئات المساجد بنيت بالأيادي السعودية وبمئات ملايين الدولارات النفطية، مساجد سرعان ما تجهزت بالخطباء والوعاظ والدعاة المتحدرين من المؤسسة الوهابية والحريصين على تصدير مفاهيمها.
في هذه البقعة من العالم مسلمون متعددو الجنسيات، مغاربة وأفارقة وشيشان يمكن اصطيادهم والدفع بهم إلى مستنقعات التطرف، الجهل والإحباط والعقد النفسية والأمراض والسوابق الجنائية تضاعف تلك الإحتمالية وتعززها. تعزيز التزمت لم تقتصر سيرورته على المساجد، المدارس والمعاهد التعليمية وما تسمى المراكز الثقافية الإسلامية جزء رئيس من ذلك، كلها بؤر للتكريه بالآخر والتفتين والحض على سفك الدماء وتشويه قيم الحرية والتسامح والتعايش والفاعلية الإيجابية.