تقرير: محمد دياب
لا تزال ترتفع مئذنة هنا وهناك، ولا تزال توجد حتى بقايا مَبانٍ تعد على أصابع اليد، وعدا ذلك صحراء باتت أنقاضاً لا بل منطقة أشباح هَدَّتْها جرافات “أمانة جدة” التي تُبيِّن أنَّ الركام “تم وفقاً المخطط”، لكنَّ الأمر يبدو طمساً الهوية ومحواً للذاكرة.
وبرغم أنَّها تمتلك اكثر من 600 مبنى تراثي و36 مسجداً تاريخياً و5 أسواق تاريخية رئيسة، تزيل السلطات السعودية معظم معالم مدينة جدة التاريخية بذريعة أنَّ “أمانة جدة” صنفتها “عشوائية”.
وتضم المنطقة عدداً من المعالم والمباني الأثرية مثل آثار سور جدة وحاراتها التاريخية “حارة المظلوم”، و”حارة الشام”، و”حارة اليمن”، و”حارة البحر”،
ولم يشفع كل هذا لها في أن لا تزيلها السلطات.
وبدل عملية التطوير عبر الترميم، قامت “أمانة جدة” بهدم مَبانٍ ومساجد ومعالم كثيرة غير آبهة بأهمية التاريخ والتراث.
ولم يشفع أيضاً وجود بعض المباني التاريخية في جدة البلد ضمن قائمة منظمة “يونيسكو” لمواقع التراث العالمي، فقد هدمت السلطات أحياءً تاريخية لبناء أبراج زجاجية وناطحات سحاب كان لها الوقع الأقوى.
ويظهر جلياً أنَّ السعودية تمارس سياسة طمس الهوية ومحو المعالم التراثية في جدة بذريعة التنمية والتطوير.
#السعودية #الهوية_وسياسة_الطمس