تقرير: محمد دياب
تحت مزاعم التطوير والعمران وفي سياق حملتها المحمومة لطمس الهوية والتاريخ في الجزيرة العربية، تَعَرَّض أهالي جدة لحرب من نوع آخر، وهي الاقتلاع من الجذور حيث المنبت بحلوه ومره وذكرياته.
انتهكت عمليات الهدم لعشرات الأحياء في المدينة المطلة على البحر الأحمر معايير حقوق الإنسان بسبب التهجير عبر الترهيب والتهديد والوعيد لكل من يعترض أو يرفض تنفيذ أوامر “أمانة جدة” التي هدَّت أحياء كثيرة منها “حي المحاميد”، حي “بني مالك”، حي “الفضل”، وحي “المتنزهات” وحي “البلد”، وحي “الجامعة”، وحي “البغدادية”، وحي “العزيزية”.
وتأتي خطة التهجير في إطار “رؤية 2030” المزعومة التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان لتقضي على أحلام سكان الأحياء التي هدمت، حيث تَأثَّر أكثر من مليون شخص من قاطني جدة بهدم أكثر من 60 حيّاً في المدينة، في إطار المشروع الذي بدأ في تشرين أول / أكتوبر 2022، واستمر على مراحل.
لن يعود السكان الذين هجَّرتهم السلطات السعودية إلى تلك الحارات التي سُوِّيَت بالأرض، وسيكون مصيرهم البحث عن مأوى لهم مع حرمانهم من التعويضات عن منازلهم وأملاكهم، وستكون الأحياء التي ستُبْنَى مُفصَّلة على قياس الأسرة الحاكمة والبطانة التابعة لها، وستحمل أسماء جديدة تعطي آل سعود موطئ قدم ليتناقلوها وكأنَّهم كانوا فيها منذ عقود.
#جدة #الهوية_وسياسة_الطمس