السعودية / نبأ – شارك النظام السعودي في المظاهرات التي جرت أمس الأحد 11 يناير في باريس ضد “الإرهاب ولدعم حرية التعبير” في الوقت الذي تحرم فيه المملكة حرية التعبير والتظاهر، فضلاً عن أنها متهمة بدعم الإرهاب.
وتحرّم المملكة العربية السعودية التظاهر السلمي حيث كان قد صدر عن وزارة الداخلية بتاريخ 5-3-2011 بيان قالت فيه على لسان المتحدث الأمني بإسمها: “إنّ الأنظمة المعمول بها في المملكة تمنع منعاً باتاً كافة أنواع المظاهرات والمسيرات والإعتصامات والدعوة لها وذلك لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية وقين وأعراف المجتمع السعودي ولما يترتب عليه من إخلال بالنظام…”.
هذا وقال مفتى عام المملكة في أغسطس من العام المنصرم تعليقاً على المظاهرات التي إنطلقت في العديد من الدول العربية والإسلامية لنصرة الفلسطينيين في قطاع غزة حيث إعتبر أنها “مجرد أعمال غوغائية لا خير فيها ولا رجاء منها”، مضيفاً أنّ “الغوغائية لا تنفع بشيء، إنما هي ترهات”.
وإحدى التناقضات التي يعيشها النظام السعودي، هو الحكم 15 سنة على شيخ دعا للتظاهر، بعد الرسوم الاستهزائية عن النبي محمد (ص) من قبل صحيفة دنيماركية، حيث خطب الشيخ خالد الراشد بعد صلاة الجمعة طالباً من الجموع والمصلين التظاهر سلمياً عند سفارة الدنمارك.
وتم القبض على الراشد وسجن ثلاثة سنوات ونصف بدون محاكمة قضاها في السجن، وبعد فترة تمت محاكمته وصدر بحقه حكم مبدئي يقضي بسجنه خمس سنوات، وأيدت هيئة التمييز الحكم الصادر، الأمر الذي أغضب الشيخ خالد الراشد ودخل في نقاش حاد مع القاضي والذي أصدر قراراً بمضاعفة مدة سجنه إلى خمسة عشر سنة حينها.
وفي هذا السياق، أشارت موقع “البحرين اليوم” إلى أنّ الخطوة السعودية هذه قوبلت بغضب شديد من سعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأت فيها أستاذة علم الاجتماع السياسي في كلية لندن، بحسب الموقع، الدكتورة مضاوي الرشيد أنها “دموع تماسيح، ونفاق سياسي لا مثيل مله، تدعم الإرهاب ثم تدينه، وتحرم مظاهرات ثم تشارك فيها”.
وذكرت الصحيفة أنّ السلطات السعودية إعتقلت خلال السنوات الماضية المئات من رجال ونساء وحتى أطفال ممن شاركوا في اعتصامات ومسيرات مطالبين بإطلاق سراح ذويهم المسجون بعضهم لمدد تتجاوز عشر سنوات بلا محاكمات ولا تهمة.
كما أنها تعتقل الناشط خالد العمير منذ عام ٢٠٠٨ لدعوته لتنظيم مظاهرات ضد العدوان الإسرائليي ضد غزة.
يذكر أن جميع الدول العربية تقريباً شاركت بممثلين في المظاهرات منهم ملك الأردن وزوجته والرئيس الفلسطيني ووزراء خارجية الإمارات والبحرين، بإستثناء المغرب التي رفضت المشاركة “لأن المظاهرات من المقرر أن يرفع فيها الرسوم المسيئة للرسول”.