السعودية / نبأ – خلص جوناثان تروغمان، في تقريره الذي نشرته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية يوم الأحد، إلى أن الولايات المتحدة تعيش حربًا حقيقية في مجال الطاقة مع “بطل النفط من الوزن الثقيل في الشرق الأوسط”، المملكة العربية السعودية.
وبدأ المحلل الاقتصادي تقريره من خلال التساؤل عن السبب الحقيقي وراء هبوط سعر النفط في الأسواق اليوم. ومن دون إعطاء القارئ أي مجال للتخمين، أجاب تروغمان عن تساؤله قائلًا إن هذا السبب، والمحرك الرئيس لانهيار أسعار الطاقة، “هو أن حليفتنا، المملكة العربية السعودية، قد أعلنت الحرب على إنتاج النفط الصخري والثورة الأمريكية المزدهرة في مجال التنقيب وصناعة الطاقة”.
ولتبرير استنتاجه حول اندلاع حرب الطاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، أضاف الكاتب: “تحركات السعوديين الأخيرة تضع أيديهم في حرب أسعار. ففي حين وصلت مخزونات النفط بالفعل عنان السماء، وأصبح الاستكشاف والإنتاج في الولايات المتحدة في أعلى مستوياته خلال 25 عامًا، لماذا أعلن أصدقاؤنا السعوديون هذا الأسبوع عن أنهم سوف يرفعون سعر النفط لآسيا ومشترين آخرين، ولكنهم سيخفضون سعر النفط الذي يبيعونه هنا في أمريكا؟”.
الإجابة على هذا السؤال هي أيضًا إجابة “بسيطة” وفقًا للكاتب، حيث إن السعوديين “يحاولون كسر ظهر شركات إنتاج الطاقة الأمريكية”. وأضاف تروغمان: “السعوديون يخسرون حصتهم في السوق لصالح الشركات الناشئة في الولايات المتحدة، وهم ليسوا راضين عن ذلك؛ ولهذا، هم على استعداد لبدء حرب أسعار النفط، من خلال إغراق السوق بالكثير من النفط الخام الذي لا حاجة له، فقط ليزيحوا بعيدًا الأمريكيين المغرورين”.
ولإعطاء المزيد من الأدلة على أهمية هذه الحرب بالنسبة لحصة المملكة العربية السعودية في سوق النفط، قال الكاتب إنه، وفي السنوات ما بين 2001 و2011، كان متوسط إنتاج حقول الولايات المتحدة الأسبوعي من النفط الخام يعادل 5.5 مليون برميل في الأسبوع. أما اعتبارًا من الأسبوع الأول من شهر ديسمبر لعام 2014، فقد وصل المتوسط الأسبوعي لإنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 9.1 مليون برميل. كما وأشارت تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أنه، وإذا ما استمر هذا الازدهار في الإنتاج، فإن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتربع عرش أكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2015، أي قبل خمس سنوات مما كان متوقعًا سابقًا.
وهنا، قال تروغمان إن هذا كان سيكون حقيقة أمرًا واقعًا الآن، لو لم يتم إخراج الخطط الأمريكية عن مسارها بسبب “العدوان السعودي” على سوق النفط. وأضاف: “إن معرفة ما يجري هنا هي أمر بسيط جدًا. إن السعوديين لن يحبوا شيئًا أكثر من رؤية مجموعة من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة يغلقون مشاريعهم. وهذا ما بدأ بالفعل عندما تعرضت WBH للطاقة، ومقرها أوستن تكساس، للإفلاس في 4 يناير”.
ونهايةً، اختتم الكاتب بالقول: “العار هنا هو أن هناك الكثير من الوظائف ذات المرتبات المجزية، والشركات الصغيرة، التي ستصبح ضحايا العدوان السعودي. إنها حرب من أجل النفط بكل وضوح. إنها حرب أسعار”.
هذا، ونقلت وكالة رويترز للأنباء، يوم الأحد، عن شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، قولها إن العراق رفع سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في عقود فبراير/شباط مع آسيا بمقدار 30 سنتًا للبرميل، ليصل إلى متوسط أسعار خامي دبي وعمان. وفي الوقت نفسه، خفضت سومو خام البصرة الخفيف المقدم للولايات المتحدة ليصبح ناقص 1.05 دولار للبرميل. كما وانخفض سعر البيع الرسمي لخام البصرة في عقود أوروبا لمعادل خام برنت الفوري إلى ناقص 5.95 دولار للبرميل، بعد أن كان المعادل ناقص 4.35 دولار للبرميل في يناير/كانون الثاني.
وأكدت رويترز على أن هذه الخطوة تأتي بعد تخفيضات حادة أجرتها السعودية الأسبوع الماضي في أسعارها الشهرية لشحنات النفط المقدمة للمشترين الأوروبيين، وفي وقت تسعى فيه أوبك للاحتفاظ بحصتها السوقية في سوق متخمة بالعرض، ويتباطأ فيها الطلب.
وأيضًا، اجتمع الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، يوم الأحد في الرياض، مع ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبد العزيز، في إطار جولة تتضمن عدة دول في منظمة أوبك، ولمناقشة هبوط أسعار النفط الذي أضر باقتصاد بلاده، وفقًا لوكالة رويترز، حيث سجل الاقتصاد الفنزويلي انكماشًا في الفصول الثلاثة الأولى من 2014، وانخفضت الاحتياطيات الدولية للبلاد بصورة حادة بفعل هبوط أسعار النفط.
المقالة تعبر عن رأي الصحيفة / الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها – ترجمة التقرير