السعودية / نبأ – ورد في تقرير صادر عن وزارة المالية أن الضيافة النقدية “الشرهات” المخصصة لأمراء المناطق فقط ورؤساء المراكز إضافة إلى “حفلات” الاستقبال في مكاتب الوزراء، ورؤساء المصالح المستقلة بلغت 91 مليون ريال خلال العام الماضي ، مع التوضيح أن هذه المبالغ “الشرهات” تُصرف فقط إن لم تقدم الضيافة طهياً أو في صور إعاشة للموظفين.
وأثار هذا الهدر المالي الكبير العديد من الشكوك عن دور الجهات الرقابية في الحد من استمرار هذا الهدر غير المسؤول من اموار المواطنين، ومراقبة الصرف المُبالغ فيه الذي لم يتغير على مدار عقود مضت رغم تغير الوزراء والمسؤولين؛ فلا تزال مبالغة بعض الجهات الحكومية في سخائها على حفلات الضيافة، والإسكان، والهدايا، واستقبال ضيوف المناسبات، والملتقيات، والمؤتمرات، وهي مصاريف تتضخم تكاليفها “المعتادة” بشكل غير منطقي كان أجدى صرفها على تنمية وتطوير الخدمات، وتحسين وتسريع المشاريع بدلاً من بعثرتها بهذا الشكل في مناسبات “العلاقات العامة”، والملتقيات المكررة التي لا فائدة تذكر من أغلبها.
وتتضح مبالغة وزاراتنا، وجامعاتنا، وقطاعاتنا الحكومية في مصروفاتها على المناسبات التي تستضيفها من خلال تقديم الدروع التذكارية الثمينة، وهدايا الكريستال، والمجسمات المذهبة، والحقائب، والأقلام الغالية لرؤساء وأعضاء الوفود المشاركة، وقطع الذهب والألماس إن كان هناك سيدات مشاركات ضمن الوفود، والمبالغة في إسكانهم في أفخم الفنادق، مع توفير سيارة فخمة مع سائق لكل رئيس وفد، وأحياناً لكل ضيف مشارك، حتى إنها -أي القطاعات الحكومية- تتكفّل بزيارة أعضاء الوفود المسلمين لمكة المكرمة، والمدينة المنورة، واستضافتهم على حساب الدولة لأداء العمرة، واستئجار قاعات الفنادق الكبيرة؛ لإقامة مناسبات علمية وإعلامية لالتقاط “الفلاشات” فقط، في حين لا يحضرها إلا قلة قليلة من المهتمين، مع التعاقد مع محلات الورود لتوفير باقات الزهور بآلاف الريالات يومياً لتزيين القاعات، والتعاقد مع المطاعم المشهورة لتقديم البوفيهات المفتوحة طوال أيام إقامة المناسبة شاملة وجبتي الغداء والعشاء لكل الضيوف؛ في حين أن الدول الأخرى حين تستضيف مثل هذه المناسبات تقنّن مصاريفها بدقة، وتنظم ملتقياتها حسب إمكاناتها المالية، وإن قدمت لضيوفها هدايا تذكارية فتكون بسيطة كـ”فلاش ميموري” يحتوي معلومات عن الجهة أو الملتقى أو قلم أو كأس للقهوة أو “تي شيرت” بشعار الجهة.
ولم يشر التقرير الى ما يستلمه الامراء وزوجاتهم من المرتبات العالية وما يتمتعون به من امكانيات هائلة منها ما هو مخصص من قبل النظام ومنها ما هو خارج العرف المعمول به وكلها تذهب من اموال الشعب الذي يعيش اكثر من نصفه في بيوت الايجار .