السعودية / نبأ – العنف لا يولد إلا العنف، وليست حوادث الإعتداءات المتكررة في المملكة السعودية سوى ناقوس خطر يُدق لينذر بالمزيد من التدهور الإجتماعي. على هذا النّحو يُوصِّف المحللون ما يجري في المملكة من غليان غير منظور.
المجتمع في المملكة يعاني حالة من الإحتقان المركّب، بحسب ما نشرت صحيفة الشرق الأوسط اواخر العام الماضي. وكشف تقرير للكاتب بدر الخريف عن أن المجتمع السعودي يعيش وضْعٍ من الاحتقان الطاغي، والأزمات النفسية الطاحنة، وقال الخريف بأن أن ظلاما فكريا ظهر في المشهد، فضلا عن ان الحوارات باتت مليئة بلغة الإقصاء والإلغاء والشخصنة، عدا عن بروز ألفاظ العنف الرمزي، وحتى التهديد بالقتل.
خبراء المجتمعات الانتقاليّة، يؤكدون أن مجتمعا بهذه الحالة هو أشبه بالنار التي تحت الرماد، وهي نارٌ تنتظر شرارة ولو صغيرة لتشتعل وتحرق كلّ شيء.
وهذا ما كانت منظمة فريدوم هاوس قد اشارت اليه في وقت سابق، حيق قالت بأن نظام المملكة على وشك الإنهيار، لا سيما وأن المملكة تمرّ اليوم في أخطر الفترات خلال تاريخها، بسبب الازمات التي تواجهها داخليا وخارجيا. وتوقعت المنظمة بأنه اما أن ينهار النظام في السعودية او يدخل في حرب اهلية.
وقد اكد الكاتب المصري فهمي هويدي في مقال له بجريدة الشروق يوم السبت الثالث من يناير، أن سياسة القمع المتبعة في بعض الدول العربية ومنها دول الخليج لا تشيع الخوف والتوتر فحسب، وانما تؤدى إلى اختزان المرارة والغضب، الأمر الذى يوفر بيئة مواتية لإشاعة التمرد واطلاق شرارة العنف. ويلفت هويدي إلى المفارقة في ان هذه الدول الخليجية التي تتنافس الآن فى الدعوة إلى محاربة الإرهاب، تزرع بذوره من خلال سياساتها القمعية.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت في إحصائيات أن اكثر من ثمانين بالمئة من إجمالي الحوادث في المملكة تتعلق بالعنف داخل البيئة المدرسية، والتي ارتفعت خلال سبع سنوات بنسبة اربعمئة بالمئة في منطقة الرياض فقط.
ولفتت إحصائية وزارة الداخلية إلى أن عدوى العنف المدرسي انتقلت من مدارس البنين إلى مدارس البنات.
وكانت دراسة أجراها الدكتور عصام الدسوقي في كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز أكدت أن خمسين بالمئة من المشاكل السلوكية بين طلاب المدارس تعود إلى التعنيف الذي يتعرضون له، حتى أضحى ظاهرة تتفاقم مع الأيام نتيجة مشاهد العنف التي تبثها وسائل الإعلام.