غدّاً ترتفعُ السّياطُ من جديدٍ على ظهْر الحريّةِ والعدالةِ، وبمرأى وإمضاءٍ من الأمريكيّ الذي قدّمَ شهادةَ زُورٍ لقضاءِ المملكةِ، وتحت تأثيرِ صفقاتِ الأسلحةِ وحُقَنِ الإرضاءِ والنفاقِ التي يُجيدُ الأمريكيّون والبريطانيّون مواضعَ استعمالها، وفي الأوقاتِ المناسبةِ التي يكونُ فيها حكّامُ المملكةِ على وشكِ الانْحباسِ في العَتَمةِ وتنديداتِ الشّرقِ والغرب.
الأمريكيّون الذين منحوا النظامَ القضائيّ في المملكة شهادةَ حُسنِ سيرةٍ وسلوك؛ هم أنفسُهم الذين ندّدوا بانتهاكاتِ حقوق الإنسان في الرّياض، وأصدروا بياناً يصفُ عقوبةَ جلد المدوِّن رائف بدوي؛ بأنها قاسيةٌ وغيرُ إنسانيّة. فهل تُعطِّلُ صفقاتُ التّسلّحِ ذاكرة الأمريكيين؟ أم أنّ النظام العالميّ الجديدَ باتَ يملكُ من أخلاقيّاتِ الوقاحةِ ما يمنحه القدرةَ على أن يكذبَ في وضْح النّهار، وعلى رؤوسِ الأشهادِ، وبحبْرٍ مغموسٍ بدماءِ الضّحايا وآهاتِ المظلومين؟