السعودية / نبأ – اعتبر مقال نشر في صحيفة التلغراف البريطانية للمتخصص في شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر أن الهجوم الأخير لتنظيم داعش على أحد المواقع الحدودية بين المملكة والعراق كان يهدف إلى ضرب المشروع السعودي الجديد الذي تبنته المملكة لعزل نفسها عن الفوضى في دول الجوار.
فالسعوديون يقومون ببناء جدار كبير على طول ستمئة ميل، مؤلف من سياج وخندق بهدف منع وصول تأثيرات ما يجري في العراق إلى بلادهم.
ويقول تقرير التيليغراف إن الإقتراح بإنشاء هذا السور توقف عام الفين وستة، ولكن بدأ العمل فيه في سبتمبر الماضي بعد توسع تنظيم داعش في مناطق غربي وشمالي العراق، ما جعل المجال مفتوحا امامها للوصول الى الحدود البرية الواسعة مع السعودية إلى الجنوب.
وبحسب هذا المشروع فإن منطقة الحدود السعودية العراقية تضم الآن خمس طبقات من السياج، مع أبراج للمراقبة، وكاميرات الرؤية الليلية، اضافة الى كاميرات الرادار. كما وأرسلت الرياض أيضًا ثلاثين ألف جندي إضافي إلى المنطقة. كذلك فقد بنت المملكة حاجزاً على طول ألف ميل من حدودها مع اليمن في الجنوب.
التقرير ذهب إلى ان هجوم داعش الاخير هو نموذج للأحداث التي تريد السعودية إبعادها عنها من خلال بناء مثل هذه الأسوار، التي تتضمن أربعين برجاً من أبراج المراقبة المجهزة برادارات متطورة وكاميرات ليلية ونهارية ، فضلا عن عدد من أبراج الإتصالات المنفصلة، وإثنين وثلاثين محطة رد عسكري. كما تشمل التجهييزات عشرات المركبات العسكرية التابعة للرد السريع واخرى للمراقبة تم تزويدها بكاميرات ليلية نهارية، ومجسات لرصد التحركات تحت الأرض، وطائرات هليكوبتر تحوم على ارتفاع منخفض.
هذا وكان مغردون سعوديون أشاروا الى ان عملية داعش الاخيرة في عرعر كشفت عن فشل السياج العازل الذي روجت له السعودية كثيراً خصوصاً خلال العامين الماضيين، معيدين اسباب الفشل إلى الفساد الكبير الذي يحيط صفقات السلاح والمشروعات العسكرية التي تكون السعودية طرفاً فيها.
وكان الملك عبد الله افتتح المرحلة الأولى من هذا المشروع عام الفين وعشرة، في حين تكتمت المملكة على قيمة الصفقة الا ان وكالة الانباء الفرنسية قالت إن المرحلة الاولى من المشروع فقط كلفت ثلاثة عشر مليار دولار.