المملكةُ هي الأضعفُ في مناطقِ القتالِ التي أرادتها لهيباً يُفجِّر كلّ الخرائط. المملكةُ لم تعد قادرةً على إكمال مشاريع الموتِ والتّفجيرِ، وأقصى ما تقولُ به هو إعاقةُ الحلِّ السّياسيّ في البحرين وفي سوريا وفي غيرِ بلدٍ ينتظرُ الخروجَ من عُنقِ الاستبدادِ وحمّام الدّماء السّائلة.
ليس فخْراً للمملكةِ أن تكونَ سبّباً في إغلاقِ أبوابِ الحلولِ، وسَدِّ نوافذِ الحوارِ في هذا البلدِ أو ذلك، وليس من شِيمِ الشّقيقةِ الكبرى أن تُبقيَ الخليجَ في عتْمتِها الهائجةِ وتحت رحمةِ سياساتها الطائشةِ في السياسةِ والاقتصادِ وفي رجْم حقوق الإنسان.
جديرٌ بالمملكةِ أن تكون شقيقةً تقتدي بها شقيقاتها في الخيرِ والعدالةِ، وليس في صُنْع الشّرِّ وتوزيع الجوْرِ والأزمات. وجديرٌ بالمملكةِ أن تجلدَ نفسها نقداً ومراجعةً، وحتّى تصل إلى القناعةِ بأنّها ستكون موْضعَ احترامِ مواطنيها وجيرانها واخوانها.. في الوقتِ الذي تُصبح فيه عنواناً للفضيلةِ والعدْلِ واحترام حقوق الإنسان.. وغير ذلك.. فليس هناك سوى البراءةِ والاعتراضِ..