تقرير: مودة اسكندر
أعلنت وزارة الداخلية السعودية، يوم السبت 4 آذار/مارس 2023، عن إعدام سعودي “اعتنق المنهج التكفيري وقتل رجل أمن”.
لكن عند البحث في اسم الجاني المُعدَم يظهر أنَّه محمد بن عبد الرزاق سعد فيضي الغامدي مريض نفسي بحسب ادّعاء الداخلية نفسها. فكيف تحول مريض نفسي إلى معتنق للفكر التكفيري؟
لم تجب الداخلية عن هذا السؤال في بيانها الصادر يوم 15 أيار/مايو 2006، حين قالت إنَّ “الشخص الذي أطلق أعْيِرَة نارية على مبنى القنصلية الأمريكية في جدة هو سعودي مريض نفسياً، قام بفعلته منفرداً من دون ارتباط بأطراف أخرى”.
واستبعدت أنْ يكون الهجوم من “فعل تنظيم سياسي إرهابي، إذ أنَّ المُنفِّذ اتَّضح من سجلِّه الطبي مراجعته للعيادات النفسية”.
والمريب أكثر في القضية تَغيُّر التُّهم ضد الجاني، إذ بات مُتَّهماً بإطلاق نار على رجل أمن، ودخول إحدى المنشآت النفطية وإشعال النار فيها بقصد تفجيرها، وكأنَّ القضية لجانٍ آخر لولا تطابق الاسم الثلاثي.
يثبت هذا الحكم انعدام القضاء في السعودية وخضوعه لمعايير سياسية. فعندما وقع الهجوم على القنصلية الأمريكية في جدة خلال عام 2006، حرصت السعودية، آنذاك، على عدم إثارة البلبلة من تعرض القنصلية لهجوم دفعها إلى نفي تهمة الإرهاب عن المتَّهم.
لكن بعد 17 عاماً تغيَّرت الظروف، ليظهر أنَّ المريض النفسي وهابي تكفيري.
#السعودية
>> قراءة: جواد أحمد