السعودية / نبأ – تاريخ السعودية من النفاق الذي نختار تجاهله، بهذه الكلمات عنون الخبير في شؤون منطقة الشرق الأوسط والخليج روبرت فيسك مقاله في صحيفة الإندبندنت البريطانية.
فيسك رأى أن الغرب وبدافع من مصالحه النفطية إرتأى السكوت والتجاهل حيال السياسة المنافقة التي تنتهجها المملكة السعودية.
وفي الوقت الذي تعرف فيه الدول الغربية أن السعودية تشكل منبعاً للإرهاب والأفكار المتطرفة الكامنة في العقيدة الوهابية السعودية، فإنها اختارت الصمت والتغاضي عن ملف السعودية السيء في إنتهاكات حقوق الإنسان.
هذا النفاق المتبادل بحسب فيسك، وصل إلى وصل إلى حد ذرف السعوديين للدموع على حادثة تشارلي إبدو، في حين يعاقب أصحاب الرأي في المملكة بالحبس والجلد أمام صمت وتواطؤ دول تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق الإنسان.
وأشار فيسك في مقاله إلى خبرة بريطانيا بحقيقة الوهابية ووحشية معتنقيها، ناقلاً عن كتاب تاريخي لأحد المستشرقين يشرح فيه كيف كان الوهابيون المتعصبون يقتلون الناس.
يقول فيسك إن ما جاء في هذا الكتاب التاريخي يتكرر هذه الأيام، لافتاً إلى وجود تطابق بين ما تفعله داعش اليوم وبين ما فعله الوهابيين قبل عشرات السنين.
ويؤكد الكاتب البريطاني أن ما فعله الوهابيون الاوائل وما تفعله داعش مستمر في السعودية خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير، مشيرا الى حادثة جلد المدون السعودي رائف بدوي.
وسخر فيسك من التناقض في مواقف الدول الغربية التي اشادت باستنكار السعودية لهجوم شارلي إبدو، في الوقت الذين تقوم فيه المملكة بقطع رؤوس المدانين في محاكمات غير عادلة، وتعذيب واضطهاد الاقلية الشيعية، وجلد الصحفيين.
وتطرق المقال الى تغلغل الوهابية في أوروبا وخاصة في شرقها ووسطها حيث البلدان الأوروبية ذات الغالبية المسلمة كالبوسنة وألبانيا، ورأى أن المال السعودي يقوم بإستبدال مظاهر التعليم والثقافة الإسلامية هناك بالإسلام الوهابي الذي يسفه من ثقافة وإسلام هؤلاء ويدعم ويؤيد في نفس الوقت داعش.
وسخر فيسك في أواخر مقاله من أولئك الذين يهددون بتدمير قبر النبي كواجب ديني، تماماً كما حطموا قبور الصحابة والأولياء في أفريقيا والشرق الأوسط، لكنهم يشعرون بالإستفزاز الذي يستدعي القتل بسبب رسم النبي.