السعودية/ نبأ- الكيد ليس مستبعدا من قواميس هيئة الأمر بالمعروف ووزارة الشؤون الإسلامية في المملكة، مشائخ هذه الأجهزة يرون في رقص الفتيات الصغيرات وفرحن وترانيمهن خطرا عظيما وتهديدا جسيما وسلوكا مشينا يستدعي حالة طوارئ شرعية، رؤية تثبت أن الهيكيلية الوهابية المتحكمة بالمملكة ليست محافظة على أساساتها وفروعها فحسب، بل إنها تتجه نحو مزيد من التزمت والتضييق وربما الإجرام.
إعفاء صالح آل الشيخ من منصبه وزيرا للشؤون الإسلامية وتعيين سلمان أبا الخيل بديلا منه لم يبدل من الأمر شيئا، تماما كما لم يبدل منه قيد أنملة إعلان رئيس الآمرين عن المنكر الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ إصدار هيئته لائحة تنظيمية جديدة تكفل العدل وخدمة المجتمع، العدل ما يزال حتى الآن رهين الشعارات الفضفاضة والوعود المتطاولة وتعهدات لا تعرف سبيلها إلى التطبيق، مجرد الترفيه الطفولي والتعبير عن الفرح وتجلية المواهب ممنوع في المملكة السعودية، التجرؤ عليه يستدعي تأنيبا شديدا ومحاكمة لفظية صارمة وتحقيقات واستغفارا وعزما على ألا يعود.
توبة يمكن أن تستحيل سجنا وجلدا ومنعا من السفر وقطع رؤوس على الملأ إذا بلغ الأمر حد كسر المحظورات الحمراء وتعرية المتدثرين بدثار الدين، لجين الهذلول ورائف بدوي ووليد أبو الخير نماذج واضحة من ضحايا تلك العقوبات. المعادلة واضحة إذا، ألفباء الوهابية هي الحكم، حكم لم تنضح أوانيه منذ عشرات العقود إلا عن داعشية ليست الحديثة بأسوأ منها، التشابه واضح حد التماهي والتوحد، من يحارب داعش فليبدأ بالأصل، التقزز من أجساد الصغيرات وضحكاتهن أهون البلاء وأوله وأكثره إثارة للضحك والبكاء في آن.