تقرير| الهيئة تعاقب المعتدين باللوم وتبديل المهام

السعودية / نبأ – نقل عدد من أعضاء الهيئة خارج منطقة الرياض وتكليفهم بالعمل الإداري، هذه هي العقوبة التي اتخذتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية بحق عناصر اعتدوا على مواطن بالضرب المبرح في العاصمة، العقوبة شملت كذلك إعفاء رئيس الهيئة المباشر للقضية من مهامه وتكليفه عضوا في أحد مراكز مدينة الرياض، كما شملت إعفاء وكيل مركز الهيئة المباشر للقضية من منصبه وتكليفه بالعمل الإداري في أحد مراكز هيئة مدينة الرياض, وتوجيه عقوبة اللوم له، لوم سيتوجه أيضا إلى أحد أعضاء مركز الهيئة المباشرين لإنهاء إجراءات القضية.

هكذا إذا أنهت هيئة الأمر بالمعروف قضية المواطن الذي تعرض لكسور ورضوض جراء اعتداء عناصر الشرطة الدينية عليه، الهيئة قالت إنها حققت في القضية من جميع جوانبها وتبين لها أن ما حدث لم يكن له أي مسوغ نظامي، لكنها اعتبرت أن المعتدى عليه ارتكب مخالفة تستوجب إيقافه، وأن مخالفات منسوبي الهيئة تمثلت في نقل المواطِنين إلى مكتب الهيئة في المجمع التجاري بدلا من مركز الشرطة. في الخلاصة، لم يخالف عناصر الشرطة الدينية إلا الإجراءات العملياتية، ولا يعاقبون إلا بالتأنيب وتبديل المهام، هذا ما ينطق به قرار هيئة النهي عن المنكر.

قرار لا يبدو مستغربا بالنظر إلى سجل الآمرين بالمعروف، مسؤولو التحقيق والمساءلة والمحاسبة لا يختلفون عن العناصر الميدانية في شيء، المفاهيم والتطبيقات نفسها تجمعهم، تضييق الخناق على المواطنين ومحاصرة حرياتهم ومصادرة حقوقهم والتشدد في معاقبتهم على ذنوب لم يقترفوها هو الحكم، حكم لا يتوقع بموجبه وضع حد للإنتهاكات والحيلولة دون استفحال العسف والإعتباط، وعليه فلا تبدو قرارات هيئة الأمر بالمعروف إلا نسخة متجددة من نموذج متقادم، تمويه المظالم وتحريف الحقائق والتغطية على المذنبين إستبقاء لذنوبهم وتنمية لها.