تلويح المستوطنين بالأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة وسط 3000 جندي حماية وإجراءات أمنية مشددة، ليس إلا دليل على فشل الاحتلال في بسط سطوته على فلسطين والمقدسات.
منذ احتلاله القدس عام 1967، لم تنقطع محاولاته لتكريس هذه السيطرة على هذه المدينة. وبعد كل هذه السنوات لم تنجح سلطات الاحتلال في إقامة مساحة تضفي الشرعية على جرائمها بحق الأرض والمقدسات، وإقامة الشعائر التلمودية دون الحاجة إلى مظلة أمنية، وما تلك الشعارات التي ترددها حكومات الاحتلال إلا قناعاً تُخفي خلفه فشلها في النيل من الصمود الفلسطيني.
وبالرغم من ما حملته مسيرة الأعلام الخميس الثامن عشر من مايو من ممارسات استفزازية بحق المقدسيين، إلّا أن مجرد حشد الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال، وإعلان الاستنفار على الجبهات كافة توازياً معها، وتحويل المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية لتمريرها، هو دليل واضح على فشل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتفاخر بأن حكومته استطاعت التغلّب على التهديدات المحدقة بالمسيرة.
الاحتلال فشل في تحقيق الردع للضفة وغزة، بعد عملية الاغتيال الاستباقية لعدد من قادة المقاومة في القطاع، وعمليات الاقتحام المتكررة لنابلس وجنين، وحاول أن يرمم شيء من هيبته المصدعة عبر مسيرة الأعلام.
ولانها فلسطين حاضنة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ستبقى عصية على الصهاينة مهما حاولوا أن يبتدعوا من مناسبات، كمسيرة الأعلام المزعومة التي تدخل ضمن صراع البحث عن الهوية على أرض فلسطين، التي لفظتهم.