السعودية/ نبأ- علقت صحيفة "واشنطن بوست" على المشهد السياسي في السعودية، كون الحديث يدور في الوقت الحالي بين المراقبين السعوديين حول عملية الانتقال السياسي من عصر الملك عبدالله، الذي توفي اليوم الجمعة، وما خلص إليه هؤلاء أن عملية الانتقال السياسي باتت أكثر غموضا عن ذي قبل.
وقالت الصحيفة إن وفاة الملك عبدالله بداية عصر جديد من تغيير الأجيال في مملكة البترول، وهو التغيير الذي ربما يدوم لعدة سنوات، والعائلة الملكية السعودية، التي أثبتت مهارتها في البقاء في سدة السلطة، ستعاني في الأيام والشهور المقبلة لتحديد من سيتولى قيادتها في الجيل المقبل.
وأضافت أن النظام السياسي غير الشفاف والقمعي في المملكة العربية السعودية يحير الذين يعيشون خارج أراضيها لاسيما في أوقات مثل تلك، عندما تكون قيادة المملكة عاملا خطيرا في موازين القوى في المنطقة، فالسعودية هي قلب وجيب العالم العربي السني والفراغ السياسي في الرياض ينعكس على المنطقة بداية من اليمن وحتى سوريا وجميع ما بينهما.
وفاة عبدالله تأتي في الوقت الذي تشعر فيه السعودية، والعالم السني الذي تقوده، بالقلق أكثر من أي وقت مضى أمام إيران، فحلفاء إيران الشيعة يسيطرون على أربعة عواصم عربية رئيسية وهي دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، ما تسبب في حنق لدى السعودية ضد القوة الإيرانية، والتي حاولت السلطات السعودية تمويل عمليات ارهابية لمجابهة ذلك.
لكن وبحسب "واشنطن بوست" فشلت تلك المساعي، والكثيرون داخل المملكة ينحون باللائمة على الولايات المتحدة في حدوث تلك النتائج العكسية، غير أنهم ينبغي أن يكونوا أكثر انتقادا لنفسهم بمعنى أن ذلك الفشل أو تلك النتائج العكسية هي نتائج لفشل القيادة السنية أو بالأحرى القيادة السعودية.
الملك عبدالله كان ملكا متحفظا مثل سلفه الملك فهد، لكنه داخل المملكة، يحظى باحترام كبير، فكانت النساء السعوديات يرونه بطلهم السري في مجتمع يقمع بشكل صارم حقوق المرأة، وكان يُنظر إليه كرجل متواضع وعاش متمسكا بالمثل الإسلامية بشكل أفضل من أسلافه، وعلى الرغم من أنه لم يجرِ إصلاحات داخل بلاده، لكنه كان قادرا على الإبقاء على حالة الاستقرار داخلها.
أما كابوس السعوديين المعتدلين الحالي هو انتشار الفكر الجهادي لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية بين الشباب السعوديين، حسبما يقول محللون، يتابعون منصات التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك، فالشباب السعوديون هم ضمن أنشط المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى الرغبة المكبوتة لدى السعوديين للمشاركة الاجتماعية والسياسية ومحاولات قمع ذلك النشاط، قد يكون أمرًا خطيرًا للغاية.
بالنسبة لمسئولي واشنطن، فإن الجيل المقبل من القادة السعوديين يُرمز إليه بالأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وهو الرجل الذي يتسم بالمهارة والحداثة، لكن التناقض في السعودية هو أن المملكة التي تواجه الغرب اعتمدت في شرعيتها على اتفاق مع الزعماء الدينيين المسلمين المحافظين، ومع خوفها الآن من قوة التطرف المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية، فربما يميل القادة السعوديون لتكرر الأسلوب القمعي والحكم من خلال القوة القمعية للمحافظين المسلمين.
يعتقد العديد من المحللين الغربيين أن الالتزام بشكل أكبر بذلك النهج سيكون خطأ، على الرغم من ذلك، فقد ثبت على مدار قرون قدرة الغرب على التأثير على العائلة المالكة في ذلك الصدد، ومع وفاة عبدالله، فسيفكر أمراء السعودية في بقاء آل سعود، وسيتحدد ميزان القوى في الشرق الأوسط من خلال قراراتهم، وفق الصحيفة.