السعودية/ نبأ- قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز تؤرق السعودية فى وقت حساس، مع زيادة اعتماد واشنطن على حليفتها الرئيسية الرياض فى قضايا تتراوح ما بين الحرب المتعثرة ضد تنظيم داعش وحتى فشل جهود الإطاحة بالنظام السوري.
وأشارت المجلة إلى أن وفاة الملك تأتى فى وقت حساس للمملكة وهى تناضل لمواجهة تأثير انخفاض أسعار النفط محليا، وصعود تنظيم داعش وإيران التى يزداد نفوذها فى الشرق الأوسط، كما أن خليفة الملك عبد الله سيواجه أزمة متفاقمة فى اليمن التى يتم الإطاحة بحكومتها المدعومة من السعودية بشكل قوي من جانب المتمردين الحوثيين.
وكان مسئول سعودى قد قال فى مقابلة مؤخرًا، إن الرياض تنظر لمستقبل اليمن كتهديد وجودى. وأكدت المجلة أن القضية الأكثر تعقيدًا التى ستواجه حاكم السعودية المقبل، الأمير سلمان، هو الانخفاض الكبير والمستمر فى أسعار النفط عالميًا، حيث وصل سعر البرميل إلى 50 دولارًا تقريبًا مما يمثل ضربة هائلة للحكومة السعودية التى تعتمد بشكل شبه كامل على عائدات النفط، وسيؤدى هذا الانخفاض إلى عجز فى الميزانية فى السعودية خلال عام 2015 لأول مرة منذ سنوات.
وتابعت المجلة قائلة "إن تراجع أسعار النفط يمثل تحديا لسلمان، الأول أن المملكة حققت استقرارها داخليا على مدار عقود من خلال إقامة نظام رعاية اجتماعية سخى للغاية يقدم للمواطنين رعاية صحية وتعليم ومزايا أخرى مجانية، وسيكون الحفاظ على هذا أكثر صعوبة مع تدنى أسعار النفط، وثانيا، فإن السعودية استغلت نفطها لبناء واحدا من أقوى الجيش وفى الشرق الأوسط بشراء أسلحة أمريكية متقدمة وتوظيف الآلاف من القوات الأمريكية والغربية لتدريب قواتها.
وفى السنوات الأخيرة زادت المملكة من التزاماتها المالية للمعارضين الساعين للإطاحة بالنظام السوري وللحكومة المصرية الجديدة التى تراها حصنا ضد عودة الإسلاميين".
وفى الوقت الراهن سيتساءل كثير من السعوديين عن المستقبل بشأن الجهود الإصلاحية التى بدأها الملك عبد الله لكن لم يستطع أن يرى ثمارها بشكل كامل، فقد عمل لتقليل اعتماد بلاده على النفط بتعزيز استخدام الطاقة النووية وأشكال أخرى من الطاقة المتجددة.
كما قام الملك بخطوات متواضعة وفق الصحيفة لمنح المرأة مزيد من الحريات، رغم تأجيل وعده بالسماح للنساء بالتصويت فى الانتخابات وسط انتقادات المحافظين.
ومضت فورين بوليسى قائلة إن سلمان الملك الجديد أمضى سنوات فى دوائر السلطة، لكن من غير الواضح بعد أى نوع من الحكام سيكون، وقد لاحظ محلل السي أي إيه السابق بروس ريدل قبل عامين أن سلمان مريض، وفقا لما ورد ببعض التقرير، وأنه ليس أهلا للمهمة.. وكان هناك شائعات كثيرة حول صحة سلمان على مدار سنوات، لكنه ومساعدوه نفوا باستمرار أن يكون قد عانى من أى مشكلات كبيرة.