السعودية / نبأ – قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لـ"بن هوبارد": إن التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية كانخفاض أسعار النفط ومواجهة مسلحي تنظيم "داعش" والاضطرابات الأهلية الجديدة في اليمن من شأنها أن تحول دون قيام الملك سلمان بإجراء تغييرات مفاجئة في سياسة المملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملك سلمان معروف بعمله كوسيط وحافظ للسلام بين الفصائل المتنافسة داخل الأسرة الحاكمة، وأصبح وزيرا للدفاع في وقت حرج شهدت فيه عدد من الدول العربية ثورات الربيع العربي والتي هزت قادة دولا عربية كانت لفترة طويلة حليفة للرياض.
وأضافت أن الملك سلمان يحظى بشعبية داخل المملكة إلا أنه وصل إلى سدة الحكم بعد وفاة الملك عبد الله في وقت تشهد فيه البلاد توترات متصاعدة.
ونقلت الصحيفة عن "برنارد هايكل" أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة "برينستون" أنه سيكون هناك توجه قوي في المملكة باتجاه الاستمرار على النهج الحالي خاصة في ظل انخفاض أسعار البترول والاضطرابات المستمرة في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أنه يظل من غير الواضح مدى قدرة العاهل السعودي الجديد على التعامل مع الصعوبات التي تواجه المملكة خاصة في ظل الحديث عن مرضه وهو يبلغ من العمر حاليا 79 عاما وسبق وأن أصيب بسكتة دماغية وفقط القدرة على تحريك جزء من أحد ذراعيه.
ونقلت عن "روبرت جوردان" السفير الأمريكي سابقا لدى الرياض أن الملك سلمان لديه سجل قوي في الإدارة الجيدة وهو ما ظهر خلال فترة إدارته للعاصمة الرياض، مضيفه أنه رجل ليس فاسدا ومتعلم تعليم جيد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه موقف الملك الجديد تجاه القضايا الاجتماعية أقل وضوحا لكن القليل فقط يتوقعون تراجعه عن الإصلاحات التي بدأها الملك الراحل التي شملت تشجيع المرأة على دخول سوق العمل وهي الخطوة التي انتقدها بعض الشيوخ المحافظين بالمؤسسة الدينية.
ونقلت عن "جوردان" أن الملك سلمان من المحافظين، لكنه عبر عن اعتقاده بأنه لن يتراجع عن الإصلاحات التي قام بها الملك الراحل عبد الله.
وأشار "جيان فرنسوا" أستاذ الاقتصاد السياسي للخليج بجامعة جورج تاون الأمريكية إلى أن انتقال السلطة في المملكة لن يؤثر على سياسة الرياض النفطية وإستراتيجيتها بشأن الاستمرار في الإبقاء على الإنتاج المرتفع على الرغم من انخفاض أسعار النفط.
وتوقع "فرنسوا" أن تظل المملكة في الوقت الراهن حريصة على عدم التغيير بشكل كبير وأن تحافظ على الاستقرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة الملك الأولى ستتمثل في التعامل مع الأزمة باليمن ونشاط مسلحي القاعدة المعادين للمملكة هناك.
ونقلت عن "فرنسوا" أن اليمن يمثل خطرا كبيرا للسعوديين وسياسة المملكة تجاهه كانت فاشلة بشكل كبير.
وتحدثت عن أن أبناء الملك الجديد يسيطرون على مواقع قوية فالأمير عبد العزيز هو نائب وزير البترول والأمير فيصل هو أمير منطقة المدينة والأمير سلطان يقود سلطة السياحة.
المقالة تعبر عن نيويورك تايمز وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها – ترجمة: شؤون خليجية (سامر إسماعيل)