السعودية أمام غوتيرش: هل نحن مع الصراع الحضاري؟

في ظل جرائم الإعدام المتتالية، وآخرها جريمة إعدام الشاب مسلم الميلاد، حاولت السعودية تبرئة نفسها من خطاب العنصرية والتمييز الديني والمذهبي، مدعية تسامحها وانفتاحها على مختلف الحضارات واحترامها التعددية الدينية.

جاء ذلك في لقاء جمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بالأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، وذلك في أعقاب مبادرة “بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب”، والتي أطلقها العيسى من مقر الأمم المتحدة.

العيسى الذي استغل المناسبة في محاولة لتبرئة جرائم السعودية الفتنوية سواء في الداخل السعودي أو الخارج، ادّعى أهمية احترام خصوصيات الهوية الدينية والثقافية لكل حضارة، متناسيا أن حكومة بلاده غير قادرة على قبول من يعارض رأيها وتوجهاتها دينيا وثقافيا.

وتجاهل العيسى في معرض مزاعمه، فرض السلطات السعودية للهوية النجدية بقوة الدولة، والإساءة للهوية الحجازية من لباس وتقاليد وثقافة. كذلك الإساءة للطائفة الشيعية، خاصة في القطيف والأحساء، وآخرها التضييق عليهم في إقامة مراسم عاشوراء.

وإذ حذر العيسى من خطورة خطاب الصراع الحضاري بين الشرق والغرب، وانقسام العالم إلى معسكرات متناحرة، يبدو أنه غضّ الطرف عن صناعة بلاده للإرهاب الوهابي، ونشره في أنحاء العالم لا سيما في الشرق الأوسط وتحويل الأخير الى معسكرات متصارعة.