لا تقتصر تداعيات التهجير القسري في القطيف على تشريد أهلها وتشتيتهم في مناطق أخرى، وتركهم في الفلاة من دون مأوى أو أي بديل أو تعويض، على قساوة هذا الواقع.
ينطوي الأقسى والأشدّ خطورة في التهجير القسري على التغيير الديمغرافي وسياسة طمس الهوية الثقافية والدينية والمجتمعية الممنهجة.
فالقطيفي الذي بات بلا منزل أمسى اليوم فاقداً لحضارته الممتدة إلى أكثر من 5000 آلاف عام، باحثاً عن هويته الدينية والثقافية التي دُمّرت في القطيف، ويصعب اليوم في المنطقة الجديدة التي هُجّر إليها أنْ يجد هويته أو يعيد بناءها، وبناء ما يدل عليها من مسجد أو حسينية، أو أي صرح يشير الى هوية أبناء القطيف نتيجة آلة الهدم والإبادة الجماعية وسياسة الإلغاء الطائفية.
إذاً، هي عملية سحق هوية بالكامل، وتهجير معنوي قبل أنْ يكون تهجيراً جغرافياً مادياً.