على وقع خرق هدنة عيد الأضحى المبارك، تجدَّدت المعارك بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في مناطق متفرقة من الخرطوم، حيث وقعت انفجارات كبيرة ومتتالية في جنوب مدينة أم درمان، مترافقة مع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في غرب البلاد.
ومع تعثُّر مبادرة جدة لحل الأزمة السودانية، بدأت تلوح في الأفق تحرُّكات في اتجاه روسيا التي أبدت استعدادها للتوسُّط في حلّ بين طرفَيْه، مبدية قلقها من تأزُّم الأوضاع وعواقبها على المنطقة برمتها.
ووصل، يوم الخميس 29 حزيران/يونيو 2023، نائب رئيس “مجلس السيادة” السوداني مالك عقار إلى موسكو، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد، خلال اللقاء، الحاجة إلى “اتخاذ تدابير لإنهاء الاقتتال في السودان”.
وأشار لافروف إلى استمرار عمل سفارة بلاده في الخرطوم، ومواصلة الاتصالات مع جميع الأطراف المعنية لتسوية النزاع، مضيفاً أنَّ “موسكو تقف مع الشعب السوداني ومؤسساته الشرعية القائمة”.
وفي سياق الجهود الخارجية، تلقَّى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اتصالاً هاتفياً، يوم الأربعاء 28 حزيران/يونيو 2023، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأعلن البرهان عن قبول الخرطوم أي مبادرة تركية لإيقاف القتال في السودان.
ولا يمكن الجزم بنجاح المبادرات الخارجية من عدمه في إعادة تنسيق الجهود الدولية لوقف الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، بعد فشل مبادرة جدة.